07.22.2013
حسين القاضى
** ما ترك من الجهل شيئاً من أراد أن يُحدث فى الوقت غير ما أظهره الله فيه.
** ما توقف مطلب أنت طالبه بربك، وما تيسر مطلب أنت طالبه بنفسك.
** أن يقول أحد كلاماً ثم تستدرك عليه فذلك لا غبار عليه، أما أن تستدرك على سيدنا رسول الله
فذلك من الجهل وسوء الأدب، رسولُ الله يؤكد أنه لا يخشى على أمته الشرك من بعده،
فيأتى بعض الدعاة ويستدركون على رسول الله ويصفون الأمة بالشرك والكفر،
ويزعمون أن الناس وقعوا فى الشرك والكفر، وينبهون ويحذرون من هذا كثيراً،
ما هذا الغثاء؟ رسول الله يقول كما فى الشيخين: «إنى والله ما أخاف أن تشركوا من بعدى،
ولكن أخاف عليكم الدنيا أن تنافسوا فيها»، فهو يرى مشكلاتنا فى التكالب على السلطة،
وليست فى الشرك، وبعض الدعاة مصرون على الاستدراك على الرسول، وتعديل عباراته
لتكون المشكلة عندهم فى الشرك والكفر بالله لا فى التكالب على الدنيا،
لأن أكثرهم للأسف يتكالبون على الدنيا وشهوة شهرتها.
** السياسى تفرض عليه شخصيته السياسية الرد والنقد وإظهار العيوب،
أما الداعى فليس عنده الرد، ولكن عنده نية الهداية بالترغيب والدعوة،
والسياسى يتكلم عن المخلوق أكثر مما يتكلم عن الخالق، ويهتم بالدنيا وينسى الآخرة،
أما الداعى فيتكلم عن الخالق وعن الآخرة، ويستحيى أن يذكر المخلوق،
وما كان يظن الحكيم أن الزمان سيأتى لنا بأشخاص ينشغلون بالدنيا وبالمخلوق
يسبونه ويكفرونه، ثم يقولون هذا هو هدى رسول الله!
** السياسى اهتمامه بإصلاح أحوال الناس أكثر من اهتمامه بإصلاح الأعمال،
فالمرأة البغى من بنى إسرائيل التى سقت الكلب غفر الله لها لأنها أصلحت حاله،
فما بالنا بمن يصلح مأكولات ومشروبات ومواصلات وسكن وصحة الإنسان المكرم
من عند الله؟ لا شك أن له الأجر العظيم من الله إن صلحت نيته.
** السياسى نهاية فكره محلى لا يتجاوز بلده، فممكن أن نقول وزير مصرى أو ليبى
ولا نقول وزير عالمى لأنه مشغول بإصلاح بلده فقط، أما الداعية الربانى فجهده وفكره للعالم،
ويخاطب من هو على غير دينه قبل أن يخاطب من على دينه، إنه داعية عالمى،
أما الداعية المحلى فلا يخاطب العالم، بل لا يخاطب أهل ملته، بل لا يخاطب أهل وطنه،
لكنه ينتقى من بين هؤلاء أهل حزبه وتياره، إنه يعشق التأخير والابتعاد عن ركب إخوانه
وارثى الأنبياء الحقيقيين، وليته اكتفى بمصيبته لكنه حقد عليهم،
لأنه محلى فى الأخلاق والتفكير والهم والغاية والأسلوب.
** والداعية المحلى أكثر أتباعه مثله محليون، متعصبون، متشددون، ضيقو الأفق،
والداعية العالمى أكثر أتباعه مثله عالميون، مستقرة نفسياتهم،
هادئة طباعهم، سمحة وجوههم، على حد قول الشاعر:
وإذا ما الجنابُ كان عظيما مُدّ منه لخادمه لواءُ
وإذا ما عظمت سيادة متبوع أجلَّ أتباعَه الكبراءُ
** وخير الختام عن ذكر الله، فكثرة ذكر الله تكسو الذاكر مهابة وحلاوة ونضرة،
وتورثه المحبة التى هى روح الإسلام، والأمان من النفاق، ولا يمحو قسوة القلب إلا الذكر،
وما أجمل أن تمشى على الأرض وذكرك فى السماء! «اذكرونى أذكركم».
** ومن فوائد ذكر الله أنه يزيل الهم والغم عن القلب، ويجلب للقلب السرور، ويقوى البدن،
وينور الوجه والقلب، ويجلب الرزق، ويسهل الصعب، وييسر العسير،
وأفضل الذكر الصلاة على سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم).
إذا كنت فى ضيقٍ وهمٍ وفاقةٍ
وأصبحت مكروباً وأمسيتَ فى حرجْ
فصلِّ على المختارِ من آل هاشمٍ
كثيرا فإن الله يأتيك بالفرجْ