08.02.2013
عندما كنا أطفالاً فى الابتدائى والإعدادى.. وكنا مازلنا فى مرحلة التهور الطفولى و«الخناقات والمشاكل»..
كان والدى- دائما- واضحًا وحاسمًا فيما يخص هذا الموضوع.. كان يقول:
لا يأتنى أحدكم مضروبا من صديقه.. خذ حقك أولا ثم تعال..
وسننهى نحن الكبار المسألة بود ومحبة.. ولكن احذر أن تأتينى مضروبا.
لعبة مكررة نحن من تركناهم يلعبونها طيلة الأعوام المنصرمة، بسبب كسلنا وتراخينا وانتظارنا الدائم
للفعل الصهيونى حتى يكون لنا رد فعل.. وعدم الإمساك بزمام المبادرة.
إن ما أدى لنجاح ثورة 30 يونيو المكملة لثورة 25 يناير هو المبادرة،
والمبادرة هنا يعنى أن تضرب أنت أول «قلم».
المبادرة من الشباب الذين أسسوا حركة تمرد، والمبادرة من الشعب الذى شارك فى الحركة،
والمبادرة من القوات المسلحة التى سارعت لمساندة الشعب.
وأنا أقصد بالمبادرة هنا السبق.. أقصد أن يكون متخذ القرار له رؤية وتوقع واستقراء للأحداث،
وأن يبدأ هو بإتيان الفعل وباتخاذ الإجراءات اللازمة حسب الموقف.. وألا ينتظر الطرف الآخر
لكى يقوم بأفعال ثم يكوّن بعدها رد فعل قد يكون أبطأ وأوهن من أن يؤثر فى المشهد العام.
وأنا أرى أن المواقف الاستباقية التى اتخذها الشعب والقوات المسلحة لا يجب أن تقف عند هذا الحد،
بل يجب أن تصل إلى حكومة الببلاوى أيضاً.. فهناك ملفات عديدة لم تُفتح بعد ويجب على الحكومة
أن يكون لها روح المبادرة والسبق ولا تنتظر المشكلات حتى تتفاقم.
لا ننسَ الملف الأمنى وملف سد النهضة الإثيوبى وملف زراعة القمح.. وغيرها من الملفات المهمة
والحرجة التى تحتاج إلى قرارات نافذة ومحددة وموقوتة،
وإلا فسيملّ الناس من ثورتهم ويبدأ الشارع يفقد روحه الثورية والمتفائلة.