■ وكان د. محسوب موافقا على هذا؟
- نعم وكان يقوم بدور الوساطة بيننا وبين السلفيين، لكن بعد ما صدر الهجوم الإعلامى على الوثيقة
جاء خبر فى الصحف أن محمد محسوب صرح بأن وثيقة السلمى المدعاة لم تأت
فى التوقيت السليم ويناشد «العسكرى» سحب الوثيقة.
■ عندما جلست مع المشير والفريق وطلبا منك أن تستكمل الوثيقة.. هل تحدثتم عن الإعلان الدستورى؟
- كان الاقتراح المطروح منى ومن ممدوح شاهين أن الإعلان الدستورى جاهز وأعده اللواء ممدوح شاهين،
وكان يحتوى على 3 مواد الأولى تُشكل الجمعية التأسيسية من نواب وغير نواب بنسبة 20%
نوابا والخارج 80%.. والثانية إذا مرت فترة الـ6 شهور لإنجاز الدستور ولم تنته الجمعية من إعداد الدستور
جاز للعسكرى أن يصدر قرارا بتشكيل لجنة أخرى، والثالثة لو جاءت فى الدستور أى مادة تتناقض
أو تختلف مع الإطار المرجعى والمبادئ الأساسية للدساتير يكون من حق «العسكرى» الرجوع إلى التأسيسية
لتعديل هذا إذا لم تستجب خلال 15 يوما جاز للعسكرى أن يشكل لجنة أخرى بموافقة مجلس الشعب..
وإذا احتوى الدستور على مواد خلافية يرجع إلى المحكمة الدستورية
■ فيه أجزاء يعنى من الإعلان المكمل؟
- نعم الأجزاء التى جاءت فى الإعلان المكمل مأخوذة من مشروع اللواء ممدوح شاهين.
■ هل كان اجتماعك مع المشير وعنان فى 6 أكتوبر وديا أم تطرقتم للجمعية التأسيسية
رغم أنهم يعرفون أن الحرية والعدالة رافضون؟
- على أمل إنهم يوافقوا، فاستخدمنا شهر أكتوبر لإعادة الصياغة وترتيب الأمور وجاء الطلب بعقد مؤتمر 1 نوفمبر
من الفريق سامى عنان قال لى الآن ينبغى أن نحسم المواقف فيه ناس موافقة وناس مش موافقة،
نجعلها اختبار أخير، كان رأيى إنه لا داعى لمزيد من المؤتمرات، الإعلان الملزم كان لأنه فيه قبول عام
من مختلف الأطراف باستثناء الحرية والعدالة كان رأيه نعمل محاولة أخرى ونعقد المؤتمر ونصفى الموقف.
■ من 6سبتمبر إلى 1 نوفمبر هل حدثت أى اتصالات مباشرة بين «العسكرى» والإخوان؟
- حدث فى غيابى نتيجة عدم الرغبة فى قطع الاتصالات كانت المبادرة من عصام شرف، شكل مجموعة عمل
من عماد أبو غازى وعمرو حلمى وأشركوا فى بعض اللقاءات محمد عطية والتقوا بجميع الأحزاب القائمة
فى ذلك الوقت وكانت النتيجة خاصة بالأخ عماد أبوغازى فى بعض التقارير أن القبول العام بفكرة المعايير
وإلزام المجتمع بمعايير واضحة لتأسيس الجمعية التأسيسية مقبول من الكافة
عدا الحرية والعدالة والعملية دى استغرقت حتى سبتمبر.
■ عن طريق د. عصام شرف؟
- نعم فتجددت اللقاءات الفعلية فى أكتوبر بتكليف من المشير والفريق فى عيد الأضحى عقب مؤتمر 1 نوفمبر
وعقد اجتماع مشترك بين «العسكرى» ومجلس الوزراء وكان مخصصا للنظر فى قضية الوثيقة والمعايير.
■ بالطبع الوقت لم يسمح بمناقشة الوثيقة؟
- آه الوقت كان ضيقا، قبل إجازة عيد الأصحى فكان الوعد على لسان المشير أننا نعود من الإجازة
ونخصص اجتماعا للوثيقة فقلت له يا سيادة المشير كنا عملنا المؤتمر بتاع 1 نوفمبر،
تأجيل النظر فى هذا الموضوع إلى ما بعد إجازة العيد أسبوعا تقريبا فلا يجوز أن نترك الساحة خالية،
وطلبت الموافقة على عقد مؤتمر صحفى فى هذا اليوم لتوضيح الأفكار والمعانى التى وردت فى الوثيقة
بخصوص مجمل الوثيقة والمادتين 9و10، ونظرا للوقت الضيق اعتذرت للمشير عن عدم استكمال الجلسة
وغادرت إلى مكتبى وفى الطريق اقترحت على الأخ منير نيجى سوا وهو وافق.
■ لم يعترض وقتها على انسحاب الإخوان ورفضهم الاجتماع؟
- كانت معى مجموعة من الأوراق المأخوذة من الإنترنت أطلعته على الهجمة الشرسة فى موضوع الوثيقة،
فقال لى سأتكلم معك فى هذا الموضوع بعد العيد، لم يكن مستريحا ولا موافقا، لكن قرار اللجنة كان منتظرا
أن يعلن صيغة الإعلان الملزم ولكنه كان متباطئا فيها.
■ وهل اعترض على الإخوان المسلمين؟
- اعترض على الأسلوب عامة، بعد العيد اتصلت بسامى عنان لتحديد موعد، فكان يوم الجمعة
وقال لى تعال نتكلم ونصل الجمعة مع بعض، فى هذا اليوم كان هناك اتفاق أكيد أن يصدر «العسكرى»
إعلانا ملزما بمعايير اختيار الجمعية التأسيسية.
■ اتفقت مع الفريق سامى عنان على ذلك؟
- آه وكان حاسما.
■ ماذا قال عن موقف الإخوان وقتها؟
أدانها بلطف، الكلام ده كان يوم الجمعة 11 نوفمبر، وكان التهديد بعقد مليونية 18 نوفمبر
قائما على قدم وساق وكان من ضمن ما قلته لإظهار مظهر قوة لإصدار الإعلان الدستورى الملزم
ومنع هذا النوع من الفوضى ولوى الدراع، وكان شاهين حاضرا جزءا من اللقاء وبعد الصلاة عدنا إلى المكتب
وكان هناك مزيد من الاتفاق على الخط ده فى يوم 17 نوفمبر، وتمت فى هذا الأسبوع الاتصالات بيننا كحكومة
أنا ومنير فخرى عبدالنور وعماد أبوغازى مع وحيد عبدالمجيد بصفته منسق التحالف وصولا إلى سعد الكتاتنى
ومحمد مرسى، والاجتماع حضره أسامة ياسين وحاتم عزام ورجعنا الإطار العام للمبادئ والمعايير
وتم تخفيف اللهجة الخاصة بالمادتين 9 و10 وصلنا إلى ما يشبه اقتناعهم بأنهما ليستا
على سبيل حماية «العسكرى» بل على سبيل حماية القوات المسلحة وحماية معلومات القوات المسلحة
واستشهدت بقانون الموازنة الذى جاء فيه استثناء «العسكرى» من دراسة الميزانية تفصيليا فى مجلس الشعب.
■ من 11 إلى 16 نوفمبر؟
- الاتصالات جارية لكن بتلكؤ واضح من قبل مجموعة الإخوان والحرية والعدالة ودعوات للمليونية
وهجوم شرس عليّا وكدنا نصل لاتفاق لكن يوم 16 نوفمبر عقد اجتماع عام فى مقر الحرية والعدالة
حضره كل أساطير البلد مرشحى الرئاسة ومدعين وإلخ.
■ مرشحو الرئاسة وقتها كانوا يخطبون ود الإخوان على أساس أنهم لن يتقدموا بمرشح كما قالوا؟
- آه اختلط الحابل بالنابل وبالغوا وتسيدوا فى الهجوم على شخصى وعلى الوثيقة وعلى العسكرى
ويوم الخميس 17 نوفمبر كان فيه اجتماع مع سامى عنان وأبلغت أنه تم الرجوع عن 9و10
وبالتالى انتهت المشكلة مع القوى الليبرالية.
■ تبقى مشكلة الإخوان فى إلزامية الوثيقة؟
- ومدنية الدولة أيضاً، وأبلغنى الفريق عنان أنه سيكون هناك اجتماع مع عصام شرف والدكتور محمد مرسى
والشيخ محمد عبدالمقصود الساعة 2 وطلب منى ومن منير فخرى أن نحضر، منير رفض لأنه شعر
كما شعرت أنه خروج عن اتفاقنا مع المجلس والعودة إلى تنازل غير مبرر.
■ لكنك شعرت بهذا وذهبت؟
- شعرت وصارحت الناس، بعدم الرضا وصارحت الفريق سامى عنان كيف يتأتى يا سيادة الفريق
أن تتنازل عن مادة قبلوها هم فى البيان الذى صدر فى 16 نوفمبر أن القوات المسلحة لها خصوصية
ومعاملة خاصة فقلت له اعترفوا بخصوصية القوات المسلحة وبنوع من الخصوصية وأن ميزانية القوات المسلحة
لا تناقش علنا إنما تناقش فى مجلس الدفاع الوطنى كيف نتنازل عنها طواعية، رغبة فى عدم الصدام؟!
لا يمكن لهذا الاتجاه أن يحقق المرجو منه لمنع المليونية، وتمت اتصالات مع «العسكرى»
وقيادة الحرية والعدالة متمثلة فى محمد مرسى لمنع المليونية باعتبار أنه تم الاتفاق، وجاء الرفض مغلفا بالأدب
على أساس أن الدعوة للمليونية تمت ومن الصعب استعادة الناس.. الكلام ده كان يوم الخميس.
■ هنا تحول ثالث فى العلاقة.. نحن بدأنا فى 9 يوليو كان الإخوان أقل قوة، وفى 6 سبتمبر
كانوا أكثر قوة، وفى 18 نوفمبر كانوا قوة متناهية وكان هناك تراجع من ناحية المجلس العسكرى؟
- نعم، غير مبرر هذ التراجع إلا بمقولة عدم الصدام ومقولة إن القوى الأخرى غير منظمة
أو قادرة على الوقوف فى وجه المليونيات.
■ والكلام الذى اتفقتم عليه يوم 11 نوفمبر حول إصدار الإعلان المكمل؟
- النتائج تدل على الأسباب، لم أعاتبه، لا، إجابة السؤال كانت نحن لا نريد الصدام.
■ حضرت الاجتماع مع مرسى وعبدالمقصود وعصام شرف؟
- آه، كانت القضية محسومة ومنتهية عند مرسى وعند عبدالمقصود.
■ لكن هل حصل بينك وبين د. مرسى عتاب بسبب الطريقة التى تعاملوا بها؟
- لا، أبديت له تذمرى واحتجاجى على مقولة صدرت من البلتاجى وأبوبركة وآخرين، وكان دفاعا أو تبريرا
أو شبه اعتذار عن المقولة دى، وللأمانة لم يصدر عن مرسى بذاته أو نسب إليه أقوال..
المطلب كان يوم 17 نوفمبر كان مطالبة مجلس الوزراء بإصدار بيان ينشر قبل المغرب فى هذا اليوم
ويوضح أنه تم الاتفاق على موضوع المشروع والمعايير، وكرر عصام شرف مطلب الفريق عنان للدكتور مرسى
أنه طالما اتفقنا لا داعى للمليونيات، نفس الرد أن المليونية ستكون للتأييد وليس للهجوم،
قلت له يا د. مرسى فيه 3 قضايا لا بد من حسمها؛ الأولى أن الوثيقة ملزمة أدبيا لمن يوقعها،
النقطة التانية مدنية الدولة، قال لى نحن كإخوان أو حرية وعدالة معندناش مشكلة فى مدنية الدولة لكن السلفيين رافضين،
التالتة كان فيه نص فى الوثيقة تعبيرا عن نص المحكمة الدستورية العليا، ينص أن المبادئ الواردة فى الوثيقة
لا يجوز لأى جهة تغييرها ولايجوز لأى مواطن أيا كان اللجوء إلى القضاء للاعتراض على أى شىء يمس المبادئ
الواردة فى هذه الوثيقة، وهو ما قوبل برفض تام، خففت هذه المادة إلى سطرين هلاميين لا يدلوا على شىء.
- اقتباس :
شعرت أن هاك اتصالات بين "الإخوان" والمجلس العسكرى بعيدا عن الحكومة و"الجماعة" رفضوا حضور مؤتمر الوثيقة قبل علمهم بمادتى القوات المسلحة
■ ولماذا الاعتراض؟
- أفكرك أن هذه المادة مثار خلاف الآن فى الجمعية التأسيسية للدستور، هناك مادة مقترحة من قبل التيار الدينى
إنه تضاف إلى الباب الخاص بالسلطة التشريعية، تقول إنه لا يجوز إصدار أى تشريع يخالف الشريعة الإسلامية،
كنوع من الالتفاف على مبادئ الشريعة فى المادة التانية.
■ ماذا عن موقف الشيخ محمد عبدالمقصود؟
- رفض تام لمدنية الدولة، والرجوع إلى الإخوة فى الهيئة الشرعية لعرض الأمر عليهم، وكان رد شرف مقنع وحازم
إن الوثيقة دى شارك فى صنعها أطراف عدة منها الأحزاب السياسية والقوى الأخرى والتيار الإسلامى،
فقال من غير اللياقة أننا نتفق مع الحرية والعدالة فقط على تعديلها دون موافقة الأحزاب والقوى السياسية الأخرى،
فاستدعاهم إلى لقاء آخر، وفرصة أخرى مقدمة من الحرية والعدالة؛ كان يوم السبت اجتماع المجلس الأعلى للصحافة
الأول والأخير، انتهزت الفرصة لتعميم المشروع المقدم من الحرية والعدالة وأعلنت صراحة أنه مشروع
مقدم من الحرية والعدالة وعلينا الرجوع لباقى الأطراف، وأعلنت ده ونشرته، وكان أول حضور لرئيس تحرير
الحرية والعدالة فأبلغ فورا مرسى فكلمنى مرسى على تليفونى وقالى يعتبر هذا خروج على الاتفاق،
قلت له لا الاتفاق زى ما هو لكن التزاما منا بالشفافية فالأمر ده هيعرض على باقى الفرقاء،
وانتهينا على كده وكانت قمة الفجوة والهوة، وأعلن مرسى فى الصحف انتهاء الاتفاق
الذى تم، يعتبر خرجنا عنه ويعتبر غير قائم.
■ يعنى رجعت الأمور تانى؟
- الكلام ده كان فى 19 نوفمبر وبعدها استقالت الحكومة.
■ هل فى الفترة من 6 أكتوبر حتى 18 نوفمبر شعرت بأن فيه لقاءات مباشرة
بين العسكرى والإخوان فى غيابك؟
- شعرت، لكن ليس لدىّ معلومات أكيدة، شعرت أن هناك اتصالات، والدليل إنه
الفريق عنان فى يوم 17 نوفمبر أخبرنى أنه تم الاتفاق.
■ وهل عرف عصام شرف بالاجتماع؟
- نعم، طلب منى حضوره.
■ والاتفاق ده كان بعيد عن اتفاق 11 نوفمبر؟
- كان بعيداً كل البعد.
■ قلت من قبل إن العسكرى هو من قدم مقترح المادتين 9 و10؟
- قدم الاقتراح بهاتين المادتين، لكن كما قلت تمت إضافة المادتين باقتناع منى.
■ هل كان الإخوان لديهم مشكلة فى أن العسكرى يحمى الشرعية الدستورية؟
- نعم، هم وغيرهم، أول ما أعلنا المبادئ الأساسية للدستور كان فيه اجتماع اعترضوا هم وغيرهم
على فكرة حماية الشرعية، خوفا من تكرار نموذج تركيا أن كل ما الجيش يرى أمورا لا تعجبه يتدخل
بحجة حماية الشرعية، وكان اتفاق الفريق القائم على إعداد الوثيقة رفع هذا التعبير.
■ بعد مرور 9 شهور على هذه الأزمة، هل ترى أن «العسكرى» ضحى بك فى أزمة الوثيقة؟
- هو ضحى بفرصة إقرار الوثيقة، لم يضحِّ بشخصى لأنه لم يترتب على عدم إقرار الوثيقة مساس
بوضعى فى الوزارة، وقرار استقالة الوزارة هو الذى عجل بالخروج.
■ شايف أن المجلس العسكرى ضحى بمصير مصر من أجل عدم الصدام مع الإخوان؟
- على الأقل ضحى بفرص لتصويب مسار الثورة، وضحى بفرص التحول الديمقراطى الحقيقى،
فى مقابل إيه مش عارف.
■ ألا تعرف المقابل حتى الآن؟
- أحتفظ لنفسى بالإجابة، مقولة عدم الصدام تترجم إلى توافق على المخطط العام،
حين أرغب فى عدم الصدام معاك لا بد أن تكون هناك مصالح مشتركة
ويجب ألا تتعرض المصالح المشتركة لمشكلة بالصدام.
■ ما المصالح المشتركة؟
- عبر عنها الإخوان، وأول من عبر عنها منهم محمود غزلان فى نشر فكرة الخروج الآمن لأعضاء «العسكرى»،
ويومها كتبت مقال قلت فيه إن الخروج الآمن معناه أن القوات المسلحة ارتكبت جرائم يعاقب عليها الله
ويريد أن يخرج دون عقاب، هذا إساءة إليها.
■ لم يردوا ولم يعلقوا؟
- لم يحدث الرد أو التعليق.
■ لكنهم ضحوا بالتحول الديمقراطى وتصحيح مسار الثورة من أجل الخروج الآمن؟
- يمكن أن يقال هذا.
■ قانون الانتخابات كل طلبات الإخوان أجيبت حتى لو كانت مخالفة للدستور؟
- نعم، مع العلم أن العسكرى كان يعلم علم اليقين والمحكمة الدستورية أبلغته ذلك أن الخروج عن 50 - 50 فردى
وقوائم محل شك فى المحكمة الدستورية، وقبل فاروق سلطان الفكرة على مضض لأنه جائز القبول بها،
وتم إصدار المشروع الأول للقانون 50 - 50، ثم أعيد النص إلى ثلث وثلثين قوائم وفردى،
وأعيد القانون بعد ذلك بناء على طلب الإخوان وعدد من الأحزاب الأخرى منها الوفد لإجازة ترشح الأحزاب
على مقاعد الفردى، وكان هذا خطأ بيناً وكان العسكرى ومستشاره القانونى يعلمان.
■ هل فعلوا ذلك لكى يضمنوا حل المجلس أم لأنهم لا يريدون رفض طلب للإخوان؟
- تفسيرى أنه المضى قدما مع رغبات الفريق الفصيل الأساسى الذى يعتمد عليه «العسكرى» فى تسيير الأمور.
■ فى الانتخابات لبوا كل المطالب، هل كانوا متوقعين نتيجة الانتخابات؟
- كانوا متوقعين، وأكتر من هذا احتمال فوز الإخوان كان أقرب من قبولهم بمعنى رضاهم من القوى الأخرى.
■ هم كمجلس عسكرى كانوا متوافقين ولّا كان بينهم خلاف أو ميل تجاه تيار الإخوان؟
- لم يصرح أحد فى أى اجتماع حضرته بانتماء أو هوية أو رغبة تجاه أى فصيل سياسى، ب
الأمانة لم يبد على أحد أعضاء العسكرى مظهر لتفضيل الإخوان.
■ باستثناء واقعة واحدة يعنى؟
- واقعة غير موثقة، الواقعة حصلت أمامى وطرف فيها أساسى منير فخرى عبدالنور،
لكن لا أدعى القدرة على توثيق هذه الواقعة.
■ لكنها حدثت أمامك وسمعتها، هل كانت تعاطفاً أم رؤية أنهم فصيل مضطهد قبل الثورة؟
- لا، دون توضيح قيلت الجملة كالتالى عند الحديث عن سيطرة الإخوان: «هذه الديمقراطية ياخدوا 5 سنين
فى المجلس القادم لو فشلوا يتغيروا لو نجحوا يستمروا»، كان الاستعداد لقبولهم.
■ الحوار كان بمناسبة إيه؟
- اجتماع مع الفريق عنان لمواصلة الحديث عن ترتيبات 1 نوفمبر بينى وبين منير مع الفريق،
ولكن قبل وصول الفريق الاجتماع، فكانت الجلسة ودية غير موثقة مع عضو المجلس العسكرى،
كان العضو بيسأل منير توقعاتك إيه بالنسبة للانتخابات القادمة، فمنير فاجأه بقوله لا تندهشوا إذا علمتم
أن الإخوان سيحققون فوزا كبيرا، وكان تعقيبى إنه فيه مخاطر كبيرة وعدم تمنى فوز هذا الفصيل،
وجاء التعليق الأخير من العضو بقوله إن الديمقراطية تقضى تقبل نتائج الصندوق ونديهم فرصة.
■ هل كنت تتوقع النهاية التى انتهى بها طنطاوى وعنان؟
- لم أكن أتوقعها بهذا الشكل، وكان التوقع أنه قبل حل مجلس الشعب وفوز الإخوان
وإجراء مشروع الانتخابات الرئاسية، ومخطط أن نعيد الانتخابات الرئاسية، كنت أتمنى أن يصير تسليم السلطة
من العسكرى إلى الرئيس المنتخب أيا ما كان وقبل أن تزدحم الأمور بالمعطيات الجديدة عرضت على الفريق
مشروعاً لتوثيق كل ما عمله العسكرى خلال سنة ونصف السنة من قوانين لمعاهدات وتوضع فى كتاب للتاريخ
بما فيه من أخطاء وحسنات، وكان مقررا عند عودتى من الرحلة الأخيرة فى دبى، بعد نجاح الدكتور مرسى،
أن أتصل به لتنفيذ المشروع وكان مرحبا بالفكرة، وجاءت الرياح بما لا تشتهى السفن،
وعملت محاضرة فى الأكاديمية قلت فيها إن تنفيذ السلطة مش تسليم مفتاح ده تسليم كل الوثائق التى قدمها.
■ لما عرفت إنهم خرجوا بهذه الطريقة ماذا كان رأيك؟
- لم أوافق عليها، كان خروجا غير كريم لناس مهما كانوا تحملوا مسئولية وكانوا معرضين لفشل الثورة
لو تمكن مبارك من استعادة السلطة، كانوا هيعدموا لو فشلت الثورة.
■ شايف إنهم دفعوا ثمن إنهم آمنوا للإخوان؟
- دفعوا ثمن الوثوق زيادة على الحد فى الإخوان والطبطبة التى تمادوا فيها على الإخوان،
والتغاضى عن أمور كان من الممكن أن يكسبوا فيها تعاطف الشعب
فى الوقوف أمام قوة آتية تريد السيطرة على الدولة.
■ هشام قنديل كانت مواقفه إيه فى الحكومة غير رفضه الإعلان المكمل؟
- مواقف عادية ودون العادية.
■ فى الخلافات السياسية كان يعبر عن الإخوان؟
- أى كلام يتعلق بتيار الإسلام السياسى كان موقفه مؤيدا ومدافعا عن أفكارهم.
■ المادتان الخاصتان بالقوات المسلحة من أعدهما؟
- ممدوح شاهين أعدهما بناء على اتفاق مع المشير والفريق.
■ هل حذرت المشير أو عنان من فكرة تخاذلهما أمام الإخوان؟
- فى مرات عديدة مناسبة للرفض القاطع للوثيقة كان التحذير متكرر إن عدم المواجهة يفوت فرص على مصر
فى الوصول إلى دستور متوازن، وهى نقطة الفصل فى دستور أو لا دستور وبناء ديمقراطى حقيقى أو لا،
وكل الفرص المتاحة حتى الآن فى موضوع الجمعية التأسيسية محاطة بعلامات استفهام، والسبب فيه رجوع «العسكرى»
عن قرار إصدار الدستور الملزم، وكانت فرصة كبيرة لصالح مصر.
■ وماذا كان ردهم؟
- عدم الصدام وعدم قدرة القوى الأخرى على الحشد والتأثير.
■ ما الذى جاء فى خاطرك عندما سمعت خبر إقالة المشير وعنان؟
- كان الخاطر الأول أن المشير أضاع فرصة الخروج الكريم بقبوله التعيين فى حكومة قنديل،
كان يمكنه فى 30 يونيو الخروج بكرامة وعزة ورفض التعيين فى موقع وزير الدفاع والاكتفاء
برئاسة المجلس الأعلى للقوات المسلحة وأداء مهامه المكلف بها وفقا للإعلان الدستورى المكمل.
■ ألم تفكر فى أى شىء وقلت لو سمعوا كلامى؟
- كل المعانى دى قلتها، كانت هناك فرصة أكيدة لتحول ديمقراطى حقيقى لو كانوا سمعوا كلامى.
■ تفتكر الإخوان أطاحوا بـ«العسكرى» ليردوا على ما حدث لهم سنة 54؟
- لا أدخل فى النوايا، لكن المظهر وطريقة الإخراج يدلان على أن هناك بقايا من تراكمات قديمة
عبّرت عنها طريقة إقالة المشير والفريق.