(الرسالة التالية طبق الأصل من بوست لصديقى الكاتب المبدع والسيناريست المتميز وائل حمدى،
خشيت أن يدفنها الفيس بوك، فنقلتها هنا لعل أحداً يقرأها.. والأهم.. يفهمها)
** عزيزى القرفان من الكلام الثورى، صباحك جميل..
أنا عارف إنك بتدور ع الاستقرار.. وعارف إنك طهقت وزهقت من «النشتاء» الحنجوريين
اللى عاملين دوشة، وبيتكلموا عن «حكوك» الإنسان والكلام الرخم ده..
ومستوعب اقتناعك أن العالم دى لا تمثل أكثر من واحد على عشرة ف المية
من عموم الشعب المصرى العظيم.. ومتفهم قلقك من استغلال سذاجة مطالبهم لصالح الإرهابيين
والمتطرفين اللى بدقون.. أنا عارف كل ده، وفاهم كمان إنك خايف ومرعوب من التقلبات
السريعة والعنيفة والدموية أحياناً اللى بتمر بيها البلد، واللى أكيد بتهدد مصالحك التى تحتاج
لجو مستقر عشان تنمو وتزدهر، أو على الأقل عشان تستمر.
لكن يا عزيزى القرفان من الكلام الثورى، للأسف الشديد، الناس دى مش هاتسكت
لما انت تبدى استياءك واشمئناطك.. ولا هاتتخرس لما تتهمهم بالعمالة والخيانة وتشكك فى وطنيتهم..
ولا هاتتكتم لما تساهم فى ترويج الإشاعات السافلة عنهم..
ولا هاتترعب وتستخبى لما انت تشجع الأمن على اعتقالهم وسحلهم وحبسهم.. بالعكس،
إنت كده ف الحقيقة بتديلهم دافع إضافى، ودعم خرافى، يخلى صوتهم يعلى أكتر،
وكمان عددهم يكبر.. ولو مش مصدّق، افتكر بالراحة كده الناس دى كان بيتقال عليها إيه
من عشر سنين، وكان بيتعمل فيها إيه، وبعديها قوللى، يا ترى التخوين والإشاعات والاعتقال
والسحل جابوا معاهم نتيجة؟ النتيجة الوحيدة كانت إنهم ف الآخر عملوا ثورة والتانية والتالتة،
ولسة مستمرين.. حاجة محبطة، صح؟
أيوه أنا عارف، عارف والله يا عزيزى القرفان من الكلام الثورى،
أن موضوع الثورة ده ماكانش لادد عليك من الأول.. حتى لو كنت ف وقت م الأوقات سخنت
مع الهيصة وحسيت إن الثورة دى ممكن تكون حاجة ظريفة، فأنت أكيد اكتشفت بسرعة حقيقة
أنها مش فسحة، ومش هاتخلص ف يوم وليلة، وأنها بتجلب مشاكل كتير وانت مش عاوز وجع دماغ..
لكن خلاص بقه، المعجون خرج م الأنبوبة يا معلم ومش هاتعرف ترجّعه تانى.
عزيزى القرفان من الكلام الثورى، ما تحاول تفكّر كده بينك وبين نفسك ف طريقة تانية
تتعامل بيها مع المزعجين دول، إيه رأيك؟ يعنى فكّر كده ف مرة تشوف إيه القاسم المشترك
ف اللى بيقولوه، وتشوف إذا كان ممكن يتحقق عشان نخلص من زنّهم وقرفهم..
هم عاوزين إيه صحيح؟ عاوزين عدل واحترام للآدمية وحساب يسرى على الجميع وحياة كريمة
ليهم ولغيرهم.. طبعاً إنت الحاجات دى مش فارقة معاك قوى طالما إنك مش متضرر من غيابها،
بس الحاصل يا سيدى إنك دلوقت بقيت متضرر، لأن فيه ناس بتنادى بيها وعاملة لك كاللو ف دماغك،
يبقى إيه بقى؟
عزيزى القرفان من الكلام الثورى، أنا لو منّك أفكّر بشكل عملى شوية،
وإذا كانت السنين أثبتت أن العالم دى مابتتلمش، ومابتخافش، ومستبيعين،
ومش فارق معاهم يتسجنوا أو عينيهم تطير أو حتى يموتوا، يبقى مش من الحكمة
إنك تستفزهم أكتر.. الحكمة بتقول إنك تحاول تقنع المسئولين اللى انت بتحبهم،
إنهم يحققوا مطالب الناس دى.. خصوصاً يعنى أنها مطالب مش مضرة بالنسبة لك،
يعنى العدالة والكرامة وحساب المخطئين الخ الخ حاجات مش وحشة.. وللا إيه؟
عزيزى القرفان من الكلام الثورى، إنت شايفها حاجات وحشة؟ ها؟؟