قالت وكالة الأسوشيتدبرس إن الحديث التليفزيونى المسجل الذى أدلى به
الرئيس محمد مرسى، هذا الأسبوع، يبدو أنه يهدف لتلميع صورة الرئيس الإسلامى،
وسط اضطرابات واسعة النطاق قبل الانتخابات البرلمانية التى تبدأ فى أبريل،
لكن الحوار أظهر الديناميكية التى اتسمت بها سياسات مصر طوال الاضطرابات السياسية
التى هزت البلاد منذ شهور. فحكومة مرسى، المدعومة من الإخوان المسلمين،
ترفض تقديم أى تنازلات للمعارضة، كما أنها لم تقدم سوى
القليل جدا لحل مشاكل البلاد المتصاعدة.
وأضافت الوكالة "لم تستطيع المعارضة إيجاد سبيل قوى للضغط على الرئيس أو توفير البديل،
فى حين تتصاعد الاحتجاجات الغاضبة فى الشارع. وقد رفض النقاد تصريحات مرسى
التى اعتبروها مجرد تهديد، والأسوأ من ذلك أنها تشبه خطابات سلفه الاستبدادى مبارك.
وقد صور مرسى فى لقائه مع الإعلامى عمرو الليثى، الذى أذيع فى الساعات الأولى
من صباح الاثنين، المتظاهرين بأنه مجرمين وبلطجية مما من شأنه أن يعمق الشعور بالعداء
فى هذا البلد المستقطب على نحو خطير.
ونقلت الوكالة عن الناشط والمحامى الحقوقى جمال عيد قوله: "لم أعد متفائلا حيال هذه الرئاسة
وأخشى من الأيام المقبلة بسبب تصاعد الغضب. فالرئاسة صماء والمعارضة فى حالة يرثى لها
والشباب الغاضب بات خارج نطاق السيطرة".
وفى حديثه، لم يضع مرسى، الذى جاء إلى السلطة منذ ثمانية أشهر، أى خطوط عريضة لخطط اقتصادية أو استعادة الأمن فى البلاد وسط تزايد انعدام القانون. وبدلا من ذلك، فإنه سعى لإظهار اليد الحازمة والروح الوطنية والزعيم الرحيم الذى يشعر بشعبه. وعلى غرار الأحاديث الإعلامية التى أجريت مع مبارك، أشارت الأسوشيتدبرس إلى أن
عمرو الليثى خلال حواره مع مرسى لم يبد الكثير من التحدى لإجاباته.
ففى بعض الأحيان بدا وكأنه يلمع الرئيس ويحثه على إظهار مبادئه وبساطة حياته،
لافتا إلى أن مرسى لا يزال يعيش فى شقة إيجار بدلا من قصر الرئاسة،
وأشار إلى أنه كان من أصحاب الدخل المحدود، كأستاذ فى الجامعة.