"نيويورك تايمز": احتجاجات بورسعيد تهدد عمل قناة السويس.. نجاح العصيان المدنى يعنى عدم سيطرة الحكومة على المحافظة.. و"الأسوشيتدبرس": العصيان علامة جديدة على تفاقم الاستياء فى مصر من حكومة "مرسى"الإثنين، 18 فبراير 2013 - 12:52
جانب من العصيان المدنى والاحتجاجات فى بورسعيد
كتبت إنجى مجدى
سلطت صحيفة نيويورك تايمز، الضوء على الاحتجاجات التى سادت محافظة بورسعيد،
الأحد، وغلق مبنى إدارة قناة السويس كجزء من حركة عصان مدنى..
وأشارت إلى أن الاضطرابات التى تعم البلاد منذ الثورة تهدد الآن العمليات
فى قناة السويس، التى تمثل شريان الشحن الهام جدا لكل
من حركة التجارة الدولية والاقتصاد المصرى المتداعى.
وتقول الصحيفة الأمريكية، إن نجاح العصيان المدنى، رغم أن الحياة
كانت قد بدأت تعود للشوارع، هو تذكرة حية على أن الحكومة فى القاهرة
لم تستعد بعد السيطرة الكاملة على بورسعيد، تلك المدينة التى تطل على
البحر الأبيض المتوسط وقناة السويس، ويبلغ عدد سكانها حوالى 600 ألف نسمة.
ورغم تراجع الرئيس محمد مرسى عن فرض حظر التجوال فى مدن القناة،
لكن لا شىء يمكن أن يوقف غضب أهالى بورسعيد بعد مقتل عشرات
المحتجين فى اشتباكات مع الشرطة قبل أسابيع قليلة.
وفيما ترى الصحيفة أنه لا تزال احتمالات تهديد حركة المرور عبر قناة السويس
بعيدة، لكن العصيان المدنى، الذى شهدته المحافظة، أمس،
أثار شبح تعطل القناة فى مثل هذا الوقت الحرج.
ويشهد الجنيه المصرى تراجعا حادا أمام الدولار، هذا بالإضافة إلى ارتفاع
معدل البطالة وزيادة الأسعار وكساد حركة السياحة وفرار الاستثمار الأجنبى،
ووسط هذا تمثل قناة السويس المصدر الرئيسى حاليا للعملة الأجنبية للبلاد،
والتى تعانى استنزافًا مستمرًا لاحتياطات النقد الأجنبى،
الذى وصل إلى مستويات حرجة.
وتشير الصحيفة إلى أن الاحتجاج، الذى تشهده بورسعيد يعد مثالاً نادرًا
على حركة عصيان مدنى كبيرة فى مصر، منذ الثورة التى أطاحت بمبارك.
وعلقت وكالة الأسوشيتدبرس على استمرار الاضطرابات فى بورسعيد،
وقالت إنه يعد علامة جديدة على الشعور المتفاقم بالضيق فى مصر..
فبينما تسعى الحكومة لفرض النظام، يتسع الشعور بالاستياء فى أنحاء البلاد
بسبب المشكلات الاجتماعية والاقتصادية المتراكمة.
وأضافت أنه على الصعيد السياسى، يواجه "مرسى" وحلفاؤه الإسلاميون
من جماعة الإخوان المسلمين معارضة متزايدة بسبب محاولات احتكار السلطة
وتبنى ممارسات استبدادية على غرار تلك الذى اتبعها نظام مبارك.
ونجح المحتجون فى بورسعيد فى توقيف المصانع والإدارات الحكومية والجمارك
وحركة القطارات، ومنع الموظفين من دخول ديوان المحافظة،
وتوقف العملية التعليمية فى المدارس، وإغلاق المحال التجارية.