11.09.2013
محمود مسلم
سمة الثورات فى أى مكان الحماس والسرعة والطموح.. وثورة 30 يونيو لم تكن مختلفة،
لكن الحكومة التى جاءت لتعبر عنها كانت سماتها عكسية؛ البطء والتراخى والجمود، ويتأكد ذلك فى كل المواقف
التى مرت بها مصر بعد الثورة، وآخرها تصريح د. حازم الببلاوى رئيس الوزراء حول حبس الرئيس الأسبق حسنى مبارك
احتياطياً بمجرد انتهاء حالة الطوارئ الذى نشرته جريدة «المصرى اليوم» صباح الخميس،
وبعيداً عن أن التصريح يفتقد الصحة القانونية والكياسة السياسية، فإن النفى صدر عن مجلس الوزراء مساء الجمعة،
مما يؤكد أن الحكومة ورئيسها خارج الزمن، فالرجل الذى أصدر تصريحاً لا يخرج عن موظف صغير ينفيه
بعدها بيومين، رغم أنه حرص على الذهاب إلى نادى هليوبوليس كعادته بعد صلاة الجمعة.
هذا ليس الموقف الوحيد فقد تأخر تشكيل الحكومة واختيار المحافظين والمجلس القومى لحقوق الإنسان
والمجلس الأعلى للصحافة، وتأخرت الحكومة فى حل مشكلة الجامعات وحظر جماعة الإخوان، أو تنفيذ الحكم الصادر بذلك
أو إعلانها منظمة إرهابية، كما تأخرت فى إصدار قانونى تنظيم التظاهر ومكافحة الإرهاب.. كل ذلك يؤكد أن حكومة الببلاوى
متأخرة وساهمت بشكل أو بآخر فى تأخير ثورة 30 يونيو كثيراً وإذا استمرت ستضيع على يديها.
المشاكل تحاصر مصر من كل جانب، بينما كثير من الوزراء مغيبون، ولا يوجد دليل واضح على غياب رؤية الحكومة
سوى ذلك التناقض الواضح بين وزيرى التعليم، فالدكتور محمود أبوالنصر وزير التعليم يتخذ قرارات جريئة
لضبط المدارس والقضاء على أخونتها بعد أن تغول فيها الإخوان على مدى عام، وقراراته واضحة وحاسمة،
بينما زميله د. حسام عيسى وزير التعليم العالى ما زال يتخبط فأنكر متأخراً كعادة حكومته موضوع الضبطية القضائية
للإداريين بالجامعات، بعد أن هاجت الدنيا حولها، ثم رفض عودة الحرس الجامعى، لكنه لم يقدم حلولاً للإرهاب
الذى يمارسه الإخوان فى الجامعات، رغم أن الجميع يعلم بمخططات الجماعة قبل بدء العام الدراسى،
ومع ذلك لم يتحرك الوزير إلا بعد أن امتلأت ساحات الجامعات بالمولوتوف والشماريخ وكل أدوات البلطجة والإرهاب،
بينما الوزير يبحث عن رضا بعض زملائه الثوريين، وليس عن حماية الطلاب والمجتمع من العدوان الإخوانى.
ذات التأخير يلاحظه الجميع فى رد الفعل على الإساءات الدولية، فقد أهان الرئيس التونسى منصف المرزوقى المصريين
فى الأمم المتحدة خلال وجود وزير الخارجية المصرى، ثم خرج رد الفعل بعدها بيوم ضعيفاً،
فيما سارعت الإمارات العربية المتحدة بسحب سفيرها، وهو ما اضطر حكومة الببلاوى إلى سحب السفير المصرى..
كما أن أردوغان استمر فى إهانة المصريين منذ أيام ردت عليه الخارجية ببيان ضعيف بعدها بيوم..
ليتأكد للجميع أن بطء أداء حكومة الببلاوى ليس أمراً استثنائياً بل أسلوب حياة.