شهرزاد Admin
عدد المساهمات : 5700 تاريخ التسجيل : 05/03/2013
| موضوع: وأجهزة الدولة جاهزة للتزوير لمصلحة مَن هو فى الحكم، فقد اعتادت على ذلك الخميس مارس 07, 2013 2:23 pm | |
| وأجهزة الدولة جاهزة للتزوير لمصلحة مَن هو فى الحكم، فقد اعتادت على ذلك 7/3/2013 د . عماد جاد كانت الصورة الأولى من الديمقراطية مباشرة تمثَّلت فى أثينا القديمة ودولة المدينة اليونانية تلك الدولة - المدينة، التى كانت تتّسم بمحدودية عدد المواطنين كاملى المواطنة أو الرجال الأحرار الذين يسهمون فى اتخاذ القرار، ومن ثَم كانوا يجتمعون فى الساحة، يناقشون قضايا مدينتهم المختلفة، ويتّخذون القرار بالإجماع، التوافق أو الأغلبية، وكانت تسمى الديمقراطية المباشرة. ومع زيادة عدد سكان المدن - الدول، وظهور الدول وزيادة عدد سكانها واتساع شريحة المواطنين الأحرار الذين من حقّهم المشاركة فى اتخاذ القرار، لم يعد ممكنًا عقد اجتماع لكل المواطنين الأحرار، للتحاور حول قضايا بلدهم واتخاذ قرارات تجاه القضايا المختلفة، هنا ظهرت الديمقراطية النيابية أو التمثيلية، والتى تعنى أن يتولّى شخص واحد تمثيل شريحة من المواطنين الأحرار ويتناقش قضايا البلد نيابة عنهم، ويكون ممثلًا لهم فى مجلس نيابى أو تمثيلى. ومع ظهور الدول القومية والتحرر الوطنى ورسوخ مفاهيم المواطنة والمساواة ومنح المرأة حقوقها المختلفة، ومنها حق التصويت والترشح، زاد العدد كثيرًا، ومن ثَم باتت الانتخابات هى الوسيلة الوحيدة فى النظم الديمقراطية، لمشاركة الشعب فى الحكم عن طريق التمثيل النيابى أو النسبى. وكما أشرنا، أمس، فإن الانتخابات هى أداة لاختيار ممثلى الشعب ونوابه وحكامه، وهى الطريقة التى يتم من خلالها اختيار أعضاء السلطة التشريعية، وأيضًا التنفيذية ممثلة فى الحكومة فى النظم البرلمانية التى تتشكّل فيها الحكومة من البرلمان ومن قبل الحزب الحاصل على الأغلبية أو الأكثرية، ورأس السلطة التنفيذية «رئيس الدولة» فى النظم الرئاسية كالولايات المتحدة، وحتى النظم المختلطة كفرنسا. إذن الانتخابات هى طريقة الاختيار، بينما الديمقراطية هى عملية شاملة تتطلّب توافر مجموعة من القيم الإنسانية، كالحرية والمساواة والعدل. وإذا نظرنا إلى مجتمعنا المصرى نجده خارجًا للتو من براثن نظام سلطوى جثم على نفوس المصريين ستة عقود، ونجد المجتمع المصرى يشهد صراعًا شرسًا بين طبعة جديدة من النظام القديم ممثلة فى حزب الحرية والعدالة، ممثلًا لجماعة الإخوان، يجيد التعامل مع صناديق الانتخابات فى ذاتها، يعرف كيف يحشد الأصوات، يحصل عليها ويشتريها، لا يؤمن بالديمقراطية كمنظومة قيم وكعملية، يختزلها فى الصندوق، والأخير بمعزل عن ثقافة ديمقراطية مشبعة بالقيم الإنسانية يتحوّل إلى مفرزة للطغاة والمستبدين، وفى تقديرى أن حزب الحرية والعدالة وخلاياه النائمة ممثلة فى أحزاب صغيرة وأشخاص يسعى إلى دفع المصريين دفعًا إلى صناديق الانتخابات، متخذًا منها المعيار الوحيد للديمقراطية، وذلك فى تشويه كامل لفكرة الديمقراطية التى ابتدعها الإنسان للتغلب على تزايد العدد وعدم القدرة على الاستمرار فى الديمقراطية المباشرة، فحوّلها الطغاة فى ألمانيا وإيطاليا والعسكر فى الخمسينيات والستينيات، القرن الماضى، إلى أداة شكلية بلا روح، من أجل القفز على السلطة والاستمرار فيها، واليوم يحاول طغاة الفاشية الدينية الذين لا يؤمنون بالديمقراطية كأداة للتمثيل النيابى، لأنهم لا يؤمنون بقيم المواطنة، المساواة وحقوق الإنسان، وفى القلب منها حقوق المرأة، ويحاول هؤلاء الطغاة جر المجتمع المصرى إلى صناديق انتخابات لا تتوافر فيها الحدود الدنيا للسلامة والنزاهة، هناك شكوك فى محتويات كشوف الناخبين، والبعض يتحدّث عن ملايين عدة جرى وضعها فى هذه الكشوف تؤخذ أصواتها لصالح أحزاب الفاشية الدينية، وهناك مشكلات تتعلّق بتوظيف إمكانيات الدولة واستخدام أموال دافعى الضرائب فى تمويل حملات حزب الجماعة، وأجهزة الدولة جاهزة للتزوير لمصلحة مَن هو فى الحكم، فقد اعتادت على ذلك، ومن ثَم فعندما تبدع فى أشكال التزوير فإنها لا تفعل شيئًا مختلفًا عما اعتادت فعله للحزب الوطنى الحاكم السابق للبلاد، واليوم تقدّم خدمة إلى حاكم آخر هو «الحرية والعدالة». حسنًا، فعلت جبهة الإنقاذ بإعلان قرارها النهائى بمقاطعة الانتخابات التى لا تتوافر فيها الحدود الدنيا للنزاهة، والتى سيُجرى تزويرها إذا ما جرت وفق الأمر الواقع الذى تفرضه الجماعة علينا جميعًا، المهم هنا هو أن تتخذ أحزاب الجبهة خطوات عملية على طريق تنفيذ ما جاء فى بيانها الأخير، أى تشكيل مجلس رئاسى، حكومة بديلة وصياغة برنامج يقدّم إلى المصريين متضمّنًا رؤى وأفكارًا للنهوض بالبلاد، ودمج أحزاب الجبهة فى حزبين كبيرين، والأهم من كل ذلك العمل فى الشارع والالتحام بالناس ومشاركتهم النضال لانتزاع الحقوق. | |
|