شهرزاد Admin
عدد المساهمات : 5700 تاريخ التسجيل : 05/03/2013
| موضوع: عزيزى «سبعاوي».. إحنا بجد آسفين .. الخميس أبريل 25, 2013 3:01 pm | |
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] خالد كساب عزيزى «سبعاوي».. أو العظيم فؤاد المهندس فى الفيلم التراثى الجميل «عائلة زيزي» الذى يمكننا من خلاله إستشراف بعض ملامح الحياه فى عصور ما قبل السبعينات.. تحيه طيبة وحقيقية وصادقة.. وأما بعد.. نحن مدينون بالإعتذار لك.. حيث ظللنا نضحك عليك طوال الفيلم.. واعتبرنا مكنتك اللى مستنيها تطلع قماش إفيه كوميدى.. ونظرنا إلى إحترامك للوقت وتنظيمك له وتقديرك لقيمته نظرة ساخرة.. وتعاملنا مع عشقك لعملك وتفانيك فيه وإخلاصك له على أنه جنون ولسعان.. وسخرنا من عدم قدرتك على التواصل الإجتماعى من فرط استغراقك فى عالمك الخاص شأنك فى ذلك شأن جميع العباقرة.. واستسلمنا لذلك التابوه السينمائى المصرى الفلكلورى المتوارث والذى ينص على أنه شخصية المخترع أو العالم المستغرق فى علمه أو العبقرى عموما هى شخصية كوميدية ولاسعه ومسخرة وينبغى عليها أن تثير الضحك ! نحن مدينون بالإعتذار لك.. حيث ثبت الآن بما لا يدع مجالا للشك أن تلك النظره الفلكلوريه التراثيه السينمائيه المتوارثه والتى تنص على أن شخصية العالم فى السينما ينبغى أن تكون شخصيه مسخره ليست مجرد تابوه سينمائى غير مقصود.. وإنما هى تابوه سينمائى مقصود تماما مع سبق الإصرار والترصد.. فنموذج «العالم» فى الأفلام السينمائيه المصريه – القديمه منها خصوصا – لن يثير فى نفس أى طفل يشاهد الفيلم الرغبه فى أن يصبح مثله عندما يكبر.. سوف يضحك عليه فقط.. ولكنهم عندما يسألونه وهم يلاعبونه.. « عايز تبقى إيه لما تكبر «؟!.. سوف يجيبهم بحاجه من إتنين.. « ظابط أو دكتور « !.. وهى الإجابه التى سوف تستلزم منه عددا من السنين الضائعه فى الوهم قبل أن يتأكد ويتيقن جيدا أن كلا المهنتين ماهماش أمله. . فالظابط لا يحمى الوطن وليس خادما للشعب كما كان يظن وإنما يحمى النظام الحاكم أيا كان هذا النظام الحاكم.. والدكتور من الآخر ليس سوى إنسان مسكين يظن الآخرون أنه ياما هنا ياما هناك بينما الحقيقه أنه مش لاقى ياكل ! نحن مدينون بالإعتذار لك.. ولولا الملامه يا هوا لولا الملامه لكنت قد أسميت تلك المقاله التى هى على هيئة رسالة إعتذار إليك.. «إحنا آسفين يا سبعاوى».. إلا أننى تراجعت عن تلك الفكره نظرا لإبتذال تلك التكوينة الإعتذارية.. حيث أصبحت أى جمله إعتذار من نوعية «إحنا آسفين يا فلان» لا تفيد الإعتذار بقدر ما تثير التهكم والسخريه والتريقه.. نعم عزيزى سبعاوى.. لقد إبتذلنا مفهوم الأسف والإعتذار كما إبتذلنا شخصيتك كمخترع عبقرى يحترم الوقت فى الفيلم.. ودعنى أخبرك بتلك المناسبه أننا قد إبتذلنا حتى وصف «الشرفاء» حيث أصبحنا الآن نطلقه على من يطلقهم رجالات الأمن الوطنى والداخلية – بإيعاز من مكتب الأشرار فى المقطم - على المتظاهرين لتبويظ مظاهراتهم.. هذا طبعا بعد قيام الساده الظباط فى البدايه بتسخين المتظاهرين وتحريضهم على إرتكاب ما يسمح للمخطط بأن يكتمل.. ولهؤلاء المواطنين الشرفاء بأن يتدخلوا ! عزيزى «سبعاوي».. لقد أصبحنا شعبا لا يقدر أهمية الوقت.. بأمارة مواعيدنا اللى بنديها بعد الضهرأو قبل المغرب أو بالليل.. كما أصبح العثور على شخص يحب عمله بجد ويتفانى فيه أشبه بالبحث عن إبره فى وسط كومة قش أو عن عاقل وراشد ومش بتاع مصلحته فى وسط جماعة الإخوان.. هذا طبعا بالإضافه إلى إنعدام التواصل الإجتماعى الحقيقى واستبدال العالم الشاسع الذى خلقه الله لنا لنبرطع فيه براحتنا بعالم آخر إفتراضى إخترعناه وتركناه هو يبرطع فينا براحته.. كل هذا ولا زلنا نضحك عليك كلما رأينا الفيلم.. كل هذا ولا زلنا نتريق على إنضباطك الصارم فى تقسيم جدولك اليومى وفى الإلتزام بمواعيد تناول طعامك تقديرا منك لقيمة الوقت والدقيقة والثانية.. كل هذا ولا زلنا نتعامل معك كشخصية مسخرة كلما رأينا الفيلم.. على الرغم من أن مجهوداتك قد أثمرت فى النهاية ومكنتك بالفعل طلعت قماش.. بينما مكنتنا التى لم نخترعها حتى الآن أساسا لسه ما طلعتش أى قماش.. وعلى الرغم من ذلك.. لسه بنضحك عليك ! لهذا كله.. عزيزى «سبعاوي».. إحنا بجد آسفين .. والسلام ختام .. | |
|