Admin Admin
عدد المساهمات : 1147 تاريخ التسجيل : 05/02/2013
| موضوع: لا.. «آسفين يا سلفيين»...«البجع قد يسير مع سرب البط، لكنه يبقى فى النهاية بجعاً». الأحد مارس 03, 2013 12:26 pm | |
| لا.. «آسفين يا سلفيين»...«البجع قد يسير مع سرب البط، لكنه يبقى فى النهاية بجعاً». Sat, 02/03/2013 ياسر عبد العزيز زاد الإعجاب فى الفترة الأخيرة بمواقف السلفيين السياسية إزاء جماعة «الإخوان المسلمين» ورئاسة الجمهورية، إلى حد أنهم تلقوا إشادات من سياسيين وكتاب ومحللين ليبراليين عديدين، كما تداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعى مواقفهم وتصريحاتهم الأخيرة، باعتبارها «عنواناً» للممارسة السياسية الفعالة ضد «هيمنة الإخوان». وراح سياسيون معارضون للدولة الدينية ولـ«أخونة الدولة» والأداء المزرى لمؤسسة الحكم، يكيلون المديح لموقف الدكتور يونس مخيون، رئيس حزب النور فى «الحوار الوطنى» الأخير، معتبرين أنه أظهر «معارضة واعية وقوية» للرئيس وجماعته. إنها حالة جديدة طرأت على المشهد السياسى المصرى، وهى حالة يريد فيها فصيل من المعارضة الوطنية أن يستقطب السلفيين إلى الموقف المعارض لـ«أخونة الدولة»، باعتبار أن ثمة مصلحة مشتركة تجمع الفريقين الآن فى مواجهة استئثار «الإخوان» واستبدادهم وعجزهم عن الوفاء باستحقاقات القيادة. يقول المثل الشعبى: «عدو عدو صديقى»، ويقول أيضاً: «اللى تغلب به.. العب به»، وهو المفهوم الذى تم تأصيله فى الفكر السياسى عبر آلية «تغليب التناقضات الكلية على التناقضات الثانوية»، فى عملية بناء التحالفات، بمعنى الاصطفاف مع السلفيين فى مواجهة «الإخوان» راهناً، وعند الإطاحة بهم من الحكم، يمكن آنذاك حسم الخلاف مع السلفيين. «آسفين يا سلفيين» هى موجة جديدة تتصاعد باطراد، ويجرى من خلالها «غسل سمعة» الأحزاب والرموز السلفية، وإعادة تقديمها إلى المجال العام باعتبارها «أحزاباً ورموزاً وطنية ذات فكر سياسى ورغبة فى توسيع رقعة الديمقراطية والمشاركة ومقاومة هيمنة السلطة واستبدادها». فهل يمكن فعلاً اعتبار السلفيين ومواقفهم الراهنة رصيداً للمعارضة الوطنية الديمقراطية؟ وهل يمكن الوثوق فى «قدرة» السلفيين، أو «رغبتهم» فى تطوير عملية سياسية ديمقراطية حقيقية فى البلاد، تحقق التفاعل والمشاركة، وصولاً إلى بناء دولة مدنية حديثة؟ الإجابة فى تقديرى: لا.. «آسفين يا سلفيين». لم يقع الخلاف بين «السلفيين» و«الإخوان» من أجل أسباب تتصل بالديمقراطية والمشاركة والمصلحة الوطنية، لكن الخلاف وقع بينهم، بسبب السباق على «الغنائم»، ورغبة كل طرف فيهم فى الاستئثار بمكاسب «غزوات الصناديق»، أو توسيع حصته فى الحكم، وإنفاذ رؤيته لمستقبل البلاد. يقول العريان لـ«برهامى» معاتباً: «نحن ننتمى لفكرة واحدة ومشروع واحد ألا وهو تطبيق الشريعة.. نحن وأنتم الآن فى مركب واحد». ويرد برهامى عليه بقوله: «أنتم لم تلتزموا بالشروط والاتفاقيات التى تمت بيننا، ولا توجد شراكة، خاصة بعد إقالة علم الدين». إن حوار بديع يكشف بوضوح حقيقة ما جرى بين الحليفين الوثيقين، إذ يقول السلفيون: «تحالفنا ضد الآخرين، وخضنا غزوة الصناديق، لحصد الغنائم واقتسامها والهيمنة على الحكم، ثم جاء فصيل منا ليستأثر بالغنائم وحده، بداعى شرعية الصناديق.. لكننا لن نسكت على هذا، سنعارض، ونفضح، ونواجه». ويرد «الإخوان»: «لا تنسوا أننا الأقرب لبعضنا البعض.. نحن نبيع البضاعة نفسها، ونلعب بالطريقة ذاتها، ارجعوا إلى رشدكم، وإلا سنخسر جميعاً». هذا حوار مُتخيل، لكنه ليس خيالياً بكل تأكيد، فثمة دلائل عليه، ليس فقط مما يقوله قادة الفريقين، ولكن مما تؤكده الحوادث وتبرهن عليه الوقائع، خصوصاً أن الشقاق الكبير لم يقع عند الموافقة على قرض صندوق النقد الدولى «الربوى»، ولا عند وصف بيريز بـ«الصديق الوفى»، ولا عندما قُتل الثوار، وسُحل المتظاهرون، وعذبوا، ولا حين صدر الإعلان الدستورى الاستبدادى. لقد تحالف «الإخوان» والسلفيون فى «إرهاب» الجيش والضغط عليه بمساعدة واشنطن، ليتسلموا السلطة، كما رفعوا سويا الأعلام السوداء فى القاهرة وسيناء، وهددوا وضربوا وسحلوا المعارضين، وحاصروا معاً المحكمة الدستورية ومدينة الإنتاج الإعلامى، وهتفوا سوياً فى ميدان «النهضة»: «إدينا إشارة.. نجيبهم فى شيكارة». ليس أسوأ من استعانة «الثوار» بـ«الفلول» فى معركتهم، من أجل تحقيق أهداف ثورة يناير، سوى الاصطفاف مع السلفيين لمواجهة استبداد «الإخوان» وعجزهم. من ينسى النائب الذى رفع الأذان فى مجلس الشعب، وهذا الذى بدّل قسم العضوية، وذاك الذى رفض القيام احتراماً للنشيد الوطنى، وهذا الذى ادعى الاعتداء عليه كذباً، وذاك الذى ضُبط فى سيارته فى وضع مخل، وهذا الذى رفض تعيين قبطى أو امرأة فى الفريق الرئاسى.. وقبل هؤلاء وعلى رأسهم ذاك الذى يكذب، ويحرض، ويحاصر، ويهدد مؤسسات الدولة هو وأتباعه. يطرح السلفيون رؤى أكثر ظلامية ورجعية لمصر من تلك التى يطرحها «الإخوان»، وأداؤهم فى الجمعية التأسيسية كان مزرياً وشديد الرجعية. تقول الحكمة التركية: «البجع قد يسير مع سرب البط، لكنه يبقى فى النهاية بجعاً». آسفين يا سلفيين. | |
|