شهرزاد Admin
عدد المساهمات : 5700 تاريخ التسجيل : 05/03/2013
| موضوع: الاختطاف مقصود لوضع الجيش أمام أحد خيارين .. الإثنين مايو 20, 2013 1:34 pm | |
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] 20/5/2013 خالد البرى «١»اسمحى لى أن أبدأ هذا المقال من مكان بعيد. فى عام ٢٠٠٧ عملت مراسلا فى شمال لبنان، بالتحديد فى مدينة طرابلس. والسبب أن جماعة تسمَّى «فتح الإسلام» قتلت مجندين من الجيش اللبنانى ثم اختفت داخل مخيم نهر البارد الفلسطينى. كان هذا -بلا شك- واحدا من سلسلة إجراءات عقابية من النظام السورى، وحلفائه الجهاديين، ضد لبنان. مَن لديها أدنى معرفة بالسياسة اللبنانية ستفهم كل هذه الإشارات. بل وستفهم بعض أمور ضئيلة، كالتوقيتات: الحرب فى شهر يوليو ٢٠٠٦، وقتْل الجنود اللبنانيين فى شهر يونيو ٢٠٠٧، والهجوم على سُنة بيروت فى شهر مايو ٢٠٠٨. كلها توقيتات صيفية. يكون غرضها الاقتصادى -إلى جانب الغرض السياسى طبعا- ضرب موسم السياحة، وبالتالى تعجيز الحكومة اللبنانية اقتصاديًّا، التى كانت وقتها بقيادة السياسى الممتاز فؤاد السنيورة. مَن لها أدنى معرفة بالشأن اللبنانى ستفهم هذا. قد تؤيد الخطوة أو تعارضها حسب هواها السياسى. لكنها ستفهم أغراضها. «٢»جماعة «فتح الإسلام» التى قتلت الجنود اللبنانيين قادها رجل اسمه شاكر العبسى. كان يقيم فى سوريا. سجنته ثم أفرجت عنه. ودخل إلى الأراضى اللبنانية عن طريقها. كما أن أحد منفذى عملية قتل الجنود (وقد أجريتُ حوارا مع والده لا أزال أحتفظ بتسجيله الصوتى) لبنانى كان محبوسا فى سوريا، ثم أفرجت عنه أيضا وأرسلته إلى الأراضى اللبنانية فى سيارة السياسى اللبنانى الإسلامجى فتحى يكن، أمين عام الجماعة الإسلامية السابق (الإخوان المسلمين فى لبنان). كان وقتها حليفا لسوريا ولحزب الله. كل هذه المعلومات كانت خافية على كثير ممن أفتوا بالآراء فى الموضوع، واصطفوا مع حزب الله، من كتاب ومثقفين ومواطنين لا شأن لهم بالسياسة. وليس هذا ذنبا ضئيلا. بل هذه هى -بالضبط- النقطة التى استُخدمت للعب فى وعينا السياسى على مدار عقود. إليكِ الخطة. قضية كبيرة (غالبا القضية الفلسطينية)، تُستخدم كقنبلة دخان. تلتفت إليها الأنظار. ومن خلفها تجرى الأحداث، التى لو انتبهتِ إليها لَعرفت حقيقة ما يجرى. لكنك لن تنتبهى، لأن القضية الكبيرة دايما موجودة. «٣»لو أنك لا تعرفين المعلومات (والآن تعرفين لماذا أغرقت هذا المقال بالمعلومات بشكل يوحى بالاستعراض) فلست جديرة بالإفتاء فى السياسة. كما أننى لست جديرا بالإفتاء فى الهندسة. مش عيب. العيب هو الفتوى بغير علم. «٤»وأنا لا أفهم كثيرا فى العسكرية، لكننى أدَّعى بعض الفهم فى السياسة. ومن هنا أعيد تربيط النقاط السابقة. أقول إن ما فعله عملاء النظام السورى فى شمال لبنان، بالاتفاق مع حزب الله، كان لعبة شطرنج. وضعوا فيها الحكومة اللبنانية أمام خيارين مُرَّين. إما أن تتدخل لحفظ هيبة جيشها، وفى هذه الحالة ستُتَّهم بمعاداة الفلسطينيين وبالهجوم على المخيمات، وإما أن تنهزم خوفا من هذه التهمة. وفى هذه الحالة يرى الجميع أن الجيش اللبنانى غير جدير بأى مهمة. ومنها مهمة -خدى بالك- حفظ الحدود اللبنانية الجنوبية، منطقة نفوذ حزب الله. أى والله. حين تحدث قيادى إخوانى فى مؤتمر جماهيرى وقال إن الجيش المصرى جيش من الأبطال يقوده فئران، لم تكن زلّة لسان. ولا كان تصرفا فرديا. ولا كان مصادفة. كما لم يكن مصادفة أن تفجير خط الغاز نجح فى تأدية غرضه قبل مجىء الإخوان إلى الحكم. وليس مصادفة اختطاف الجنود المصريين قبيل إقالة عنان وطنطاوى. ولا مصادفة اختطاف آخرين الآن. كما أنه بغض النظر عن المصادفة من عدمها، فإن هيبة الجيش على المحكّ. لا سيما أنه ليس مدعوما سياسيا. فالقيادة السياسية تتحدث عن أمن الخاطفين على قدم المساواة مع أمن المخطوفين. أى تنأى بنفسها عن أى عملية لتحرير المخطوفين. وعن أى خسائر بشرية قد تحدث فى محيط العملية. وأعوان القيادة السياسية من الجهاديين يتحدثون عن «عودة زوار الفجر»، وعن «الإفراج عن معتقلين فى السجون.» وكأن هناك «قضية حق» يُختطَف الجنود من أجلها. كل هذا يدل على شىء واحد فقط. الاختطاف مقصود لوضع الجيش أمام أحد خيارين. إما الفشل فيبدو عاجزا. وإما التصرف وبالتالى تأليب قوى معينة فى المنطقة عليه. هذا ما يريده الإخوان. ليس أمام قيادة الجيش إلا هدف واحد وحيد. ويجب أن لا يسمح لشركاء الخاطفين بتشتيته. | |
|