* برأيك، لماذا لجأت هذه المجموعات لأسماء ذات طابع دينى، رغم أنها تشكلت لمناهضة نظام دينى؟
- سألت السؤال نفسه، فقال لى الأهالى فى أكثر من منطقة: إن أعضاء المجموعات اشترطوا الأسماء
الإسلامية وأسماء الصحابة ليبينوا للإخوان أنهم هم الإسلاميون الحقيقيون،
وأن الإخوان مجرد «خوارج» عن الدين.
* برأيك، كيف تنظر أجهزة المخابرات فى العالم ومن بينها مصر لمؤتمر نصرة سوريا الذى حضره مرسى؟
- هذا المؤتمر سهّل على جميع المخابرات الدولية تحديث ملفاتهم بسهولة؛
حيث سلطت المخابرات الأجنبية الأقمار الصناعية الخاصة بها، خاصة القمر الأمريكى والقمر الألمانى
والقمر الأوروبى، لمدة ساعتين متواصلتين لرصد المؤتمر، الذى حشد فيه أكبر عدد من
جماعات التيارات الإسلامية، واستطاعوا بسهولة تحديث معلوماتها ببصمات الصورة والصوت وحرارة الجسم
لكل الموجودين من أعضاء الإخوان والتيارات الإسلامية، وأهمهم الشيخان السالوس ومحمد عبدالمقصود؛
فهذا المؤتمر وفّر على أجهزة المخابرات عشر سنوات عمل، لتحديث قاعدة البيانات التى كانت تسعى
وراءها للإسلاميين والجهاديين فى مصر. ولك أن تعرفى أن تلك الأقمار رصدت الأماكن التى ذهب إليها
هؤلاء بعد المؤتمر، بمعنى أدق أن المخابرات الأجنبية استطاعت أن ترصد وتصور جميع أعضاء
التيارات الإسلامية الموجودين فى مصر، وإذا فكر أى شخص منهم فى ارتكاب أى عمل إرهابى فى أى بلد،
من الممكن أن يُقتل وهو فى مكانه دون بذل أى مجهود.
* وهل غابت هذه المعلومات الخطيرة عن الرئيس ومستشاريه؟
- لم يعرفوا؛ لأن ثقافاتهم السياسية منعدمة، وتكاد تكون غير موجودة بالمرة، وجاءنى كم من التليفونات
من أصدقاء لى بالخارج يشكروننى على عمل المؤتمر وتصوير أعضاء التيارات الإسلامية
فى مؤتمر واحد، وهى تعتبر سقطة كبرى للنظام والجماعات المساندة له، فكأنهم أبلغوا عن أنفسهم،
بدليل أن الأقمار الصناعية الأوروبية نجحت فى رصد جميع الأشخاص الذين تجمعوا
فى ميدان رابعة العدوية بمدينة نصر، فى مليونية الجمعة الماضى، وحصر أعدادهم عن طريق
بصمة حرارة الجسم، كما صورت الأقمار الصناعية مجموعة من طلاب الأزهر، من دول شرق آسيا،
ممن حضروا تضامنا مع الإخوان فى المليونية، وأكدت مصادر أجنبية أن هناك مجموعة من طلاب
دول جنوب شرق آسيا ينتمون لجماعات إرهابية وتيارات دينية، جاءوا للدراسة
فى جامعة الأزهر كغطاء وساتر لمهمتهم الإرهابية.
* هل تعتقد أن مصر أصبحت مقرا للإرهابيين؟
- نعم للأسف، خاصة أن ألمانيا وأمريكا وأوروبا تبنوا قرارا بأن مصر حاضنة للإرهاب،
وهذا سيئ للغاية على الحياة السياسية والاقتصادية فى نفس الوقت، كما أن مجموعة من الإخوة الاقتصاديين
أصدروا إحصائيات فى غاية الخطورة عن الفترة التى حكم فيها «مرسى» مصر،
تكشف عن أن ديون مصر ارتفعت إلى 45 مليون دولار، فيما كانت قبل الثورة 15 مليون دولار فقط،
وأن العجز فى الميزانية والدين الداخلى تعدى التريليون جنيه.
* كيف ترى مشهد 30 يونيو؟
- المشهد سيكون غاية فى الصعوبة، وعلى الرئيس مرسى أن يلبى طلبات الشعب الثائر
ويرحل ويترك الحكم، لكن الإخوان لن يتركوا الحكم بسهولة، وستندلع معارك ومشاكل بين الشعب
الواحد للأسف، وهناك 90% من المواطنين غير راضين عن حكم الإخوان،
كما أنهم لا يتجاوزون 5%، والغريب أن الأجهزة السيادية فى مصر تنقل للرئيس رد فعل
ونبض الشارع، لكن فكر الجماعة هو الذى يسيطر على الرئيس؛ فهو يعطى فرصة لـ«بديع»
و«الشاطر» أن يتحكما فى مصر وفى شعبها كما يتراءى لهما.
* إذن، لا تتوقع نجاح الثورة فى إقصاء «مرسى» والإخوان!
- بالعكس، أتوقع النجاح للثوار فى 30 يونيو، وأريد أن أقول للإخوان ألا يستفزوا الثوار،
خاصة أن مصر أصبحت بها ميليشيات لا حصر لها، وأن رد الفعل المقابل من الثوار
سيكون عنيفا هذه المرة، كما أن الجماعة أبقى من الفرد، بحسب سياسة الإخوان،
والشعب أبقى من الجماعة؛ لذا لا يشعر الشعب بأى خوف،
رغم تهديدات الإخوان بالسلاح والعنف.
* هل تعتقد أن الجيش سيساند الثوار فى 30 يونيو؟
- مهمة الجيش الأساسية مساندة الشعب، مهما كان نظام الحكم، والجيش لن ينزل إلى الشارع
إلا إذا حدثت اعتداءات أو اعتصامات فى الشارع، كما حدث فى ثورة 25 يناير،
وهذه هى الحالات التى يفترض أن ينزل فيها الجيش لمساندة المتظاهرين.
* كيف ترى حكم الإخوان إذا استمر لسنوات مقبلة؟
- «الإخوان» تريد أن ترجعنا إلى العصور الوسطى، بمعنى أن ترتدى المرأة الجلباب،
ولا تعمل لأن عملها حرام، ولا تنزل إلى الشارع، وهذا لا يجوز فى القرن الحادى والعشرين.
* هل اغتيل اللواء عمر سليمان كما تردد؟
- كل ما يتردد عن مقتل عمر سليمان، سواء فى تفجيرات سوريا أو غيرها شائعات،
كان الرجل كبيرا ومريضا، ووفاته طبيعية، ولا مجال للشك فى ذلك، خاصة أن الأزمة الأخيرة
التى سببها له المشير طنطاوى أثرت فيه جدا وزادت من مرضه.
* وهل ترك وراءه مذكرات تحوى أسرار الصندوق الأسود فعلا؟
- هذه المعلومة غير واردة بالنسبة لشخصية عمر سليمان، خاصة أنى تعاملت معه
عن قرب ولفترات طويلة، لكن كل الذى أعلمه أنه فى عام 2010 وقبل اندلاع الثورة
طلب أن نرسل له جميع القضايا والملفات المهمة كمادة خام.
* ماذا تعنى «مادة خام»؟
- المادة الخام هى المعلومات دون أى تلخيص؛ فمن المتعارف لدينا فى جهاز المخابرات العامة
أن نرسل إلى رئيس الجهاز ملخصا للقضايا والملفات التى تأتى إلينا، حتى يعرضها على رئيس الجمهورية،
بعد أن يقوم هو بتلخيصها، لتصل إلى الرئيس فى نصف صفحة، أو أكثر قليلا، لكن فى عام 2010
طلب منا «سليمان» أن نرسل إلينا المادة الخام، بناء على طلب الرئيس، بسبب اجتماع
كان ينعقد بشكل شبه دورى بين الجهات السيادية فى الدولة، وهى المخابرات العامة وأمن الدولة
والأمن القومى، وكان كل ملف يذهب إلى الجهة المختصة.
* لماذا طلب عمر سليمان منكم بالأخص فى هذا العام أن تغيروا طريقة تسليم الملفات؟
- كان هذا الطلب بناء على تعليمات رئيس الجمهورية؛ لأنه فى الفترة الأخيرة كان يشعر بالتعب،
وكان يفضل ألا يتدخل أى فرد من أسرته، فى هذه القضايا، أو بمعنى أدق يبعدهم عن الصورة نهائيا.
- اقتباس :
الرئيس السابق أراد إبعاد أسرته عن الحكم.. ومرض «سليمان» زاد بسبب «طنطاوى»
* كيف تكونت «حماس»؟ وهل الحركة صنيعة الإخوان؟
- جماعة حماس هى جماعة الإخوان، ولدىّ من الوثائق والأوراق ما يثبت أن الإخوان كونوا حركة حماس،
على يد «الإخوان»، التى أنشأها حسن البنا عام 1928، بأهداف دينية تربوية، قبل أن تتحول علنا
إلى العمل السياسى فى بدايات عام 1938، وكان أول تحرك لجماعة الإخوان فى الخارج،
على التوالى، فى ثلاث دول هى فلسطين والأردن وسوريا؛ حيث تشكل فرع الجماعة رسميا فى فلسطين
عام 48، فأرسلوا مجموعتين: الأولى ذهبت إلى القدس وأنشأت شعبة الإخوان فى فلسطين،
وكانت اللجنة التى كلفها المرشد بها الشيخ عبدالمعز عبدالغفار، الذى قام بجولة فى غزة ويافا وحيفا وعكا،
وهذة كانت البداية، بينما كانت حركتهم باتجاه سوريا، عن طريق عبدالرحمن ملوحى ومصطفى الرفاعى
وعبداللطيف أبوقورة، وهم من شكلوا جبهات فدائية وشاركوا فى حرب فلسطين، وظلت حركة الإخوان
فى الضفة الغربية بعد الحرب، وفى عام 1982 أنشأت ما يسمى المجمع الإسلامى، على محورين
(الجامعة الإسلامية ومدينة خان يونس)، وأسس المجمع الشيخ أحمد ياسين وعبدالعزيز الرنتيسى
والدكتور إسماعيل أبوشنب والشيخ عبدالله أبوالسماح، وكان الغرض من تشكيل المجمع مواجهة
التيار الوطنى الفلسطينى، الذى كانت تقوده منظمة التحرير الفلسطينية وفصائلها، وعلى رأسها حركة فتح،
كما أن حركة فتح، أو اللجنة المركزية الخاصة بها، كانت تتكون من 12 عنصرا منهم 9 من الإخوان،
وكان من ضمنهم ياسر عرفات، لكن عرفات كان شخصية ذكية للغاية، وجد أنه إذا دخل القضية الفلسطينية
ببعد دينى سيخسر معظم الساحة الفلسطينية، كما أن غالبية التنظيمات الشعبية كلها لها فكر مدنى،
فبدأ «عرفات» ينسحب من جماعة حركة فتح، بينما بدأت جماعة الإخوان تطوير حركاتها،
وتغيير أماكنها حتى كونت حركة حماس، التى تسندها فى جميع المواقف فى مصر،
خاصة فى أحداث ثورة 25 يناير.
* هل تتوقع أن تساند «حماس» الإخوان فى 30 يونيو إذا واجه النظام خطر السقوط؟
- فى هذه المرة، لن تساند حركة حماس الإخوان، وأرسلت إليها رسالة اعتذار عن عدم مساندتها فى 30 يونيو،
قالت فيها: على جماعة الإخوان أن تستعين بالتيارات الإسلامية الموجودة فى سيناء،
ولكن لا أحد يعلم سبب اعتذار «حماس» عن عدم مساندة الجماعة هذه المرة حتى الآن.