07.08.2013
خالد كساب
إذن.. ها هو حزب النور السلفى يفعل ما فعله الإخوان من قبله ويهدد بأنه غير مسؤول
عما سوف يحدث فى البلاد فى حال تكليف البرادعى بتشكيل الحكومة الجديدة..
وكأن مصر قد أصبحت ملطشة.. كل شوية ييجى حد يهددها بالتوليع فيها
فى حال سارت فى الطريق الصحيح.. وإذا كان البعض ممن إئتمنَّاهم على هذا الوطن
قد انصاعوا من قبل لتهديدات توليع البلد فولعت البلد بالفعل.. لهذا..
لا ينبغى بعد تصحيح الوضع الخاطيء أن ندخل فى وضع خاطىء جديد وينصاع من إئتمنَّاهم
على الوطن تانى للتهديدات بتوليع البلد تانى.. حيث أنه قد ثبت بالتجربة الفعلية أن الإنصياع
للتهديدات بحرق الوطن هو ما يحرق الوطن بالفعل.. بينما الضمانة الوحيدة للنجاة بالوطن
هى رفض تلك التهديدات – سواء الداخلية أو الخارجية – والسير فى الطريق الصحيح..
ذلك الطريق الذى لم نَسِر فيه منذ البداية فوقعنا فى قبضة عصابة إرهابية
حكمتنا لمدة سنة بحالها.. لهذا.. برجاء عدم تكرار الخطأ.. أطلقوا لضمائركم العنان
وفكروا فى مصلحة البلد.. فقط فى مصلحة البلد.. وليس فى أى شيء آخر..
و طالما وصلنا فى الحديث إلى مصلحة البلد.. تعالوا نفكر فى الأمارة التى يتأمَّر تبعاً لها حزب النور
ليلعب نفس دور الإخوان التهديدى مع طنطاوى منذ عامين ويقف وحده
ضد جميع من رحبوا باختيار البرادعى كرئيس للوزراء..
هل يعتبر بتوع حزب النور إنضمامهم للصف الوطنى – عن طريق الحياد وعدم الوقوف مع الإخوان
أو رفضهم – عملاً بأجر ينبغى عليهم أن يحصلوا على ثمنه؟!..
وهل يعد الوقوف ضد عصابة الإخوان وما كانت تحيكه للوطن من مؤامرات لا يعلم سوى الله
مداها وخطورتها عملاً ينبغى أن نشكر عليه حزب النور ونقولهم ما معناه
«كملوا جميلكو ووافقوا على البرادعي».. أى جِميل أساساً؟!.. هل السلفيين مثلاً
يفهمون فى السياسة أكثر من الدكتور البرادعى؟!.. و
كيف يفكر بتوع حزب النور فى الموضوع أساساً..
هل يفكرون على أساس أنه «يا ترى مين الأكفأ»..
أم أنهم يفكرون على أساس «يا ترى مين الأقرب»؟!..
المؤكد حتى الآن أنهم يفكرون على أساس «مين الأقرب»..
نفس المبدأ اللى كان حيودى البلد فى داهية لولا ستر ربنا وإرادة الشعب وإخلاص بعض البنى آدمين
الذين سوف يذكر التاريخ أسمائهم بحروف من نور..
نور مختلف عن أيمن نور وعن حزب النور.. نور بجد!
إذن.. لا يرفض حزب النور الدكتور البرادعى لأنه غير كفؤ.. لأ..
ولا يرفضه لأنه سوف يفشل.. لأ..
ولا يرفضه لأنه واجهة عالمية غير مناسبة لمصر وخصوصاً فى مثل ذلك التوقيت الحرج.. لأ..
وإنما يرفضه لأنه كفؤ ولأنه سوف ينجح ولأنه واجهة عالمية مناسبة لمصر
وخصوصاً فى مثل ذلك التوقيت الحرج.. إذن.. وبناءً عليه.. هو رفض لا ينبغى أن يؤخذ فى الإعتبار
حيث أنه لا يراعى المصلحة العليا للبلاد.. وطالما وصلنا فى الحديث إلى المصلحة العليا للبلاد
ينبغى أن يُجيب بتوع حزب النور على ذلك السؤال بشكل مباشر وصريح..
هل ترون أن الوقوف فى صف الشعب – عن طريق عدم إنضمامكم إلى الثورة أو إلى الإخوان -
ضد عصابة كانت تهدد الأمن القومى للبلاد بشكل واضح وصريح -
أصبح الآن أكثر وضوحاً وأكثر صراحة – مِنَّة منكم على مصر وعايزين تمنها وبتأمروا وبتتأمروا؟!..
لو كنتم تفكرون بمثل تلك الطريقة فتلك كارثة.. ولو كنتم لا تفكرون بمثل تلك الطريقة
وبرضه بتأمروا وبتتأمروا فتلك كارثة أكبر!
إذن.. حزب النور يظهر لنا عكس ما يبطن.. يظهر لنا أنه مع أجندة الشعب المصرى بينما
هو مثله مثل الإخوان يمتلك أجندة تانية خالص مالهاش علاقة بمصر ولا بالشعب المصرى
ولا بثقافته ولا بفنونه ولا بحضارته.. حزب النور من الآخر يريد ثمن ما لم يفعله أصلاً..
يريد ثمن الحفاظ على الأمن القومى للبلاد.. وفى هذا الصدد فليسمح لى بتوع حزب النور
أن أفاجئهم وأخبرهم أن حب الوطن والحفاظ على أمنه القومى مالوش تمن.. مالوش تسعيرة..
الأمن القومى للوطن خدمة غير مدفوعة الأجر يبذلها المواطن من دول بكامل إرداته الحرة
من أجل وطنه بدون إنتظار أى ثمن أو أى مقابل.. فاجئتكم.. صح؟!
إخوتنا فى حزب النور.. الرجاء عدم محاولة إطفاء النور.. سيبوا البلد تنوَّر بقى..
وإن شاء الله المركب حتوصل «البر».. بس انت «ادعى»!