07.11.2013
خالد البرى
انقلاب/ثورة ٢٥ يناير ٢٠١١:
الدكتور على رأس الجمعية الوطنية للتغيير فى شجاعة مبهرة. الإخوان المسلمون
يجمعون له توقيعات. يخرج فى المظاهرات يوم ٢٨ من مسجد الاستقامة،
والإخوان يصفونه بأنه قامة وطنية، ويصدرونه للعالم لكى يصدق أنها ثورة/انقلاب
من أجل الديمقراطية، لا لتحويل مصر إلى حكم دينى.
لن يكون للدكتور دور سياسى رسمى بعد ثورة/انقلاب ٢٥ يناير أبدا.
سيعقد الإخوان المسلمون اتفاقا مع بقايا الدولة القديمة، يزاح على أثره البرادعى من الصورة.
لكن -لاحظى- سيظل أنصار الدولة القديمة «دولة مبارك»
يحملونه ذنب توصيل الإخوان إلى الحكم. سينسون أن انتقالية طنطاوى تحالفت مع الإخوان ضده
من ٤ فبراير وحتى موعد الانتخابات الرئاسية.
ستتولى لجان الإخوان الإلكترونية عملية ضربه تحت الحزام بلا هوادة.
انقلاب/ثورة ٣٠ يونيو ٢٠١٣:
الدكتور سيخرج من مصطفى محمود. سيقف أمام العالم يدعم ثورة/انقلاب ٣٠ يونيو.
ويتحمل المسؤولية بشجاعة مبهرة. سيستخدم هذا أيضا لإقناع العالم
أن ما حدث ثورة/انقلاب من أجل الديمقراطية، لا لتحويل مصر إلى حكم عسكرى.
ستسعى بقايا دولة الإخوان القديمة «النور + أبو الفتوح» إلى إزاحة البرادعى من الصورة.
ولكن -لاحظى- سيظل أنصار دولة الإخوان القديمة يحملونه ذنب توصيل «العسكر» إلى الحكم،
بينما اللجان الإلكترونية لـ«حلفائه» الجدد تضربه تحت الحزام.
الريجيسير كسلان، ومافيش كاستينج، وكل مرة يجيبوا نفس الممثل. والممثل أتقن هذا الدور.
يرضيه كل مرة أن ينتهى دوره فى الفيلم بينما جمهوره يقول «والله راجل عنده مبادئ.
دور صغير بس تاريخى»، وجمهور آخر يقول، «والله راجل نمرة، ابقوا هاتوه كل مرة».
هل يعنى هذا أن تأييد الثورة/الانقلاب على الإخوان من السلطة كان خطأ منه؟ لا، بل أفضل قراراته.
عملية إزاحة الإخوان من السلطة وسط هذا الرفض الشعبى لهم كانت جراحة لا بد منها
لكى يكون للمريض أمل فى النجاة. العودة كل مرة إلى السؤال الأصلى طبع العقول الأصولية.
هذا سؤال انتهى. أجاب كلٌ عليه حين كان مطروحا. علينا أن نتذكر نقطتين.
أولا: الدولة الدينية الفاشية الخالصة التى كان الإخوان يسعون لها
من أول أيامهم فى السلطة أسوأ نموذج على الإطلاق.
ثانيا. أن هذا هو الحاضر. بمعنى أننا لا نزال ننتقل من خطوة إلى خطوة.
ولا يزال لدينا عند كل موقع إمكانية التصرف والتأثير فى الأحداث. ولكن على الممثلين
أن يتعلموا فن سرقة الكاميرا. فى السياسة -كما فى الحروب- القادة الأذكياء من يستطيعون
تنفيذ إعادة انتشار، من حين إلى آخر. والسياسية لكى تكون سياسية لا بد أن تتعلم كيف تتحدث
إلى جمهورها، وتشرح لهم الوضع، والخيارات، وتبرر لهم القرارات. حزب النور يفعل ذلك،
والبرادعى لا يفعله. البرادعى أيضا يجب أن ينظر حوله، إلى التيارات السياسية التى نتفق معها
على الدولة الوطنية الديمقراطية، وأن يتحدث إليها، وأن يضغطوا معا فى ما يتفقون عليه.
هذه فرصة لكى نمارس السياسة كما نتمنى أن تكون.
حين أيدنا انقلاب/ثورة ٣٠ يونيو، كان هذا لهدفين. أولا: إزاحة شبح الدولة الدينية عن السلطة.
ثانيا: ضمان أن تكون هذه الإزاحة لصالح وطن ديمقراطى مدنى للجميع.
وليس عودة إلى الحكم العسكرى. هذان هدفان ظاهران وباطنان ومعلنان من اللحظة الأولى.
يكاد الأول منهما يتحقق، أما الثانى فلن نسير نحوه إلا بإحدى طريقتين.
إما وجود واضح من القوى المدنية الوطنية «وليس شرطا تيار بعينه»
فى مؤسسة إدارة الدولة كاعتراف بشراكتهم فى ٣٠ يونيو، سواء من خلال «تمرد»،
أو من خلال الدعم السياسى داخليا وخارجيا، ثم المشاركة مع باقى الجماهير،
التى لم يكن من بينها جماهير حزب النور. أو أن تعتبر القوى المدنية أنها أدت دورها الوطنى
الذى اشتركت فيه مع آخرين، وأقصد به إسقاط نظام الإخوان. ثم تعيد الانتشار،
بحيث لا تقدم تنازلات غير مدفوعة الضمانات السياسية. وأن تقدم للمسؤولين
مبكرا خيارا من اثنين: إما فترة انتقالية تؤسس لدولة للجميع على أرضية المساواة والكرامة
بلا استثناءات. وإما فترة انتقالية يهيمن عليها حزب النور كما هيمن الإخوان
على انتقالية ٢٥ يناير. فأضروا بأنفسهم وبالمؤسسة العسكرية كليهما.