08.23.2013
ابراهيم منصور
لا يوجد على الساحة فقط أحزاب إرهابية تتخذ من الإسلام شعارًا لها، وما زالت موجودة رغم دعمها الإرهاب
الذى مارسته وتمارسه الآن بشكل فاضح جماعة الإخوان.
لكن يوجد أيضا على الساحة أحزاب فاشلة لا تعمل فى السياسة، لكن تعمل لصالح من يرأسها،
فرئيس الحزب يستخدم الحزب لمصالحه الخاصة، وقد فشلت هذه الأحزاب فى أى فعل سياسى..
فالثورة فى 25 يناير اندلعت من خارج هذه الأحزاب.
بل إن تلك الأحزاب كانت تمارس الموالسة والمنافقة مع نظام مبارك وحزبه الوطنى الفاسد،
ولم تكن تفرق تلك الأحزاب عن الحزب الوطنى كثيرًا، بل إنها كانت فى مواقف كثيرة أسوأ من الحزب الوطنى،
ووجدنا أن قيادات تلك الأحزاب كانت تدار من خلال مكتب الأحزاب فى أمن الدولة.
ولعل رئيس حزب يعتبر نفسه كبيرًا لم يكن يجرؤ على فعل أى شىء فى حزبه، بل إنه كان فى وضع شبه متجمد،
وربما عاد إلى مسقط رأسه، لكن بتشجيع من أمن الدولة ورئيسها الذى اتضح فى ما بعد أنه شريكه فى شركاته،
طرح نفسه كرئيس للحزب، واستطاع أن يمارس «الضحك على الذقون» حتى وصل إلى مركز رئيس الحزب..
ومع هذا فشل فى إدارة الحزب، بل أساء إلى حزبه، ولم يهمه سوى مصلحته الشخصية.
وتحولت الأحزاب السياسية إلى أحزاب شخصية سيطر عليها رئيس الحزب وشلته ولا تعمل أبدًا للصالح العام..
ولم تفعل تلك الأحزاب شيئًا فى فترة مبارك الاستبدادية، وكانت ديكورًا للنظام الفاسد.
وكما قلت لم يكن لها أى دور فى 25 يناير ووجدنا قياداتها بعد ذلك تحاول أن تركب الموجة، وتدعى الثورية،
وهى التى كانت تساند مبارك ونظامه طالما يحافظ على البيزنس الخاص.
وسعت تلك الأحزاب وقياداتها إلى ركوب موجة الثورة، وشاركت فى الفترة الانتقالية فقدمت خدماتها مرة أخرى
إلى جنرالات المجلس العسكرى، وذلك من أجل الحفاظ على المصلحة الخاصة..
ولم يكتفوا بنفاق جنرالات المجلس العسكرى كما كانوا يفعلون مع مبارك، لكن انتقلوا للإخوان،
وتحالفوا معهم، وكله من أجل المصلحة الشخصية.
وتورطت قيادات تلك الأحزاب -مع قيادات أحزاب ناشئة طلعت فى المقدر جديد- فى الفساد السياسى
فى المرحلة الانتقالية، كما شاركوا بالضبط فى الفساد السياسى لنظام مبارك..
وشاركوا فى انتخابات قائمة الإخوان، ودخلوا معهم فى تحالف للوصول إلى
مجلس الشعب الباطل، وكذلك الشورى الباطل!
وشاركوا فى مفاوضات وصفقات لوصول الإخوان إلى السلطة، وكله من أجل المصالح الشخصية
(فماذا ننتظر من فاسدين فى السياسة وفى البيزنس؟!).
وشاركوا فى الجمعية التأسيسية التى أصدرت دستورًا طائفيًّا، ولم يستجيبوا لمناشدات شعبية أو ثورية
بالانسحاب من تلك التأسيسية الباطلة، وكان كله من أجل البحث عن مصالح شخصية..
وتم كشفهم وفضحهم، إلا أنهم يحاولون غسل سمعتهم..
فهم فاشلون.
أحزاب فاشلة كان يجب على رؤسائها أن يرحلوا، وقال إيه دلوقتى يخرج علينا السيد البدوى، رئيس حزب الوفد،
رافضًا الانتخابات أن تجرى بشكل فردى، وذلك بعد أن غرق وغرقنا فى انتخابات القائمة،
فياريت يسكت، وكفاية عليهم كده.
إنهم أحزاب فاشلة، ويجب أن ترحل عن الحياة السياسية مثل الإخوان. والحزب الوطنى..
جبهة الإنقاذ انتهت..
مبارك انتهى، حتى ولو خرج من السجن، وأقام فى مكان آمن..
مصر لن تعود إلى الاستبداد.