07.27.2013
خائف على «السيسى» من غرور المنتصر،
وخائف منه إذا قرر أن يكون الجيش أقوى من أى رئيس قادم يحركه كالماريونيت.
خائف على «السيسى» من تطبيل المنافقين، والتعامل معه بمنطق «انت اللى فيهم والباقى سلَطة»،
وخائف منه لو قرر أن يكون «ربكم الأعلى»؛
لأن الكل سيقول: آمين، ومن لن يقول سيصبح فى معسكر الخونة، أو الإخوان.
خائف على «السيسى» من تحوله بمرور الوقت إلى صنم من يقترب منه يلعب فى عداد عمره،
ومن ينتقده بوصفه بنى آدم يتعدى على خطوط حمراء يشارك الجميع فى رسمها بحيث
يتحول «السيسى» مع مرور الوقت إلى واحد من «غير المغضوب عليهم»،
ويتحول من ينتقده إلى «الضالين»، وخائف منه إذا استغل ذلك فى أن يطرح نفسه من جديد
كممثل للسلطة العسكرية فى حكم مصر وتأسيس شرعية يوليو جديدة
تستمر سنوات وسنوات، ولا عزاء للدولة المدنية.
خائف على «السيسى» من مستشارى السوء والمتحدثين باسمه فى كل مكان، ففيهم -بالتأكيد- شرفاء،
لكم منهم من نعرفهم فى مهنتنا بـ«الأمنجية» ولاعقى أحذية السلطة وأكلة كل الموائد،
وخائف منه لو استراح لهم للدرجة التى تجعله يعتمد عليهم وحدهم ليعيد دولة «مبارك»
دون أن يدرى، وربما بدراية، ومع سبق الإصرار والترصد.
خائف على «السيسى» من هؤلاء المتاجرين بالدماء، والذين ينعتونه بالخائن؛
ففى ظل هذا الاستقطاب يحزننى ويؤلمنى أن يقال هذا على الرجل الأول فى جيش مصر،
ويبدو أن الأمر سيستمر لسنوات وسنوات فى العقل الجمعى لهؤلاء الذين يناصرون الإخوان
أو يتعاملون مع الأمر بوصفه انقلاباً رغم أن «السيسى» -فعلاً- كان رهن إشارة شعب،
ولو أراد الانقلاب لاستيقظ من نومه وقرر هو وقادة أفرع الجيش ضرب كرسى فى الكلوب
دون الاستعانة بالشعب، وهذه الضريبة التى يدفعها «السيسى» ضريبة باهظة يشارك فى دفعها
جيش مصر العظيم وخير أجناد الأرض، وخائف عليه إذا قرر فجأة أن يخرس الألسنة،
وبدلاً من أن يكحلها يعميها، كما يقول المثل، وبدلاً من أن يخرسهم بالقانون يسهم
-دون أن يدرى- فى إعطائهم مصداقية.
خائف على «السيسى» من الماضى الذى لا يريد فتحه، وما زال يتعامل معه وكأنه مر وانقضى،
رغم أن أحداً لم ينسَ بعدُ كشوف العذرية التى لم يحاسَب عليها أحد رغم اعتراف «السيسى» نفسه بها،
وسحل وتعرية ست البنات الذى رآه العالم ولم يحاسَب عليه فرد واحد، وتعذيب ضباط من الجيش
لمتظاهرين فى مجلس الشورى وفى أحداث مجلس الوزراء، وفضيحة ماسبيرو وسرقة المدرعة
ودهس أقباط، وخائف منه لو قرر أن كل ذلك انتهى تماماً وأنه لن يحاسب أساتذته «طنطاوى وعنان»
إكراماً للمؤسسة العسكرية وحفاظاً عليها حتى لو كان ذلك على حساب أبرياء لم يحاسب من اعتدى عليهم.
خائف على «السيسى» من الدعم اللامحدود من أغلبية الشعب المصرى الذى يراه بطلاً،
وبدأ يقارنه بـ«عبدالناصر»، وبدأ الإعجاب به يتعدى درجات الإعجاب العادية الطبيعية المسموح بها
لدرجة التأليه، و«اطلب تلاقى 80 مليون فدائى»، وخائف منه إذا قرر أن يستخدم الشعب
مرة أخرى، لكن بدلاً من النزول ضد العنف والإرهاب، فبالنزول ضد كل من يعارضه -مستقبلاً-
أو يطلب منه الدخول فى المصالحة الوطنية بمحاسبة كل من أخطأ وليس بـ«الطرمخة» عليه.
خائف عليه وخائف منه.. على نفسه، وأدعو الله ليل نهار لى وله ولنا جميعاً:
اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه.