08.03.2013
السؤال المطروح اليوم ليس حول هل سيتم فض اعتصامى ميدانى رابعة العدوية والنهضة أم لا؟
ولكن السؤال هو ثمن وكلفة هذا الفض سياسياً وأمنياً؟
أصبح من المؤكد أن قرار الفض هو قرار لا رجوع عنه أو أنه قد توافرت له
كل وسائل الغطاء القانونى والشعبى والأمنى.
وأصبح من المؤكد أن قرار قيادة جماعة الإخوان الموجودة فى ميدان رابعة العدوية هو رفض الفض السلمى
وانتظار المواجهة وإن لم يكن حتى البدء فى استثارتها.
إذن نحن أمام مواجهة بين آلاف المعتصمين، الذين يتردد أنهم يتسلحون بالعصى والحجارة،
وأيضاً بمدافع الجرينوف والصواريخ من ناحية، مقابل ترسانة من قوات الأمن، قررت أن تبدأ المواجهة
بخراطيم المياه وقنابل الغاز إلى المدرعات والرصاص المطاطى ثم الحى، فى حالة الدفاع الشرعى عن النفس.
فى علم الاحتمالات، نحن أمام 3 سيناريوهات لعملية الفض.
السيناريو الأول: الفض السلمى القائم على التفاوض والتراضى، وهو أمر بعيد المنال،
بسبب استحالة الحوار بين الطرفين وعدم واقعية أو منطقية مطالب قيادة الإخوان.
السيناريو الثانى: هو فض الاعتصام بشكل جزئى، بمعنى خروج البعض وبقاء البعض الآخر،
بعد فتح طريق وتأجيل اكتمال الفض واكتمال المواجهة لما بعد عطلة العيد.
وهذا الاحتمال قد تكون فيه بعض الخسائر القليلة من الطرفين وهو احتمال اللامنتصر واللامهزوم.
السيناريو الثالث: هو الاقتحام الناجح أمنياً من قبل قوات الشرطة،
مما يؤدى إلى تفوق نوعى من قوات الشرطة على المعتصمين.
بنقل صور دماء ومجازر يمكن أن تستخدم كورقة إدانة للنظام الجديد فى البلاد!
وفى النهاية تدفع مصر، الدولة والشعب والمكانة، الثمن من سمعتها العالمية، ويدفع شباب هذا الوطن ثمناً باهظاً
لحالة من العناد والتربص والشك والرغبة فى إشعال البلاد حتى يعود رئيس سابق أصبح فى ذمة التاريخ.
القصة لن تنتهى بفض الاعتصامات، بل ستدخل فى فصل جديد من فصول الصراع.