08.01.2013
عملت "اليوم السابع" أن جماعة الإخوان المسلمين وأنصار الرئيس المعزول محمد مرسى،
بدأوا فى استخدام الأطفال حديثى السن من مؤسسات رعاية اجتماعية ودور أيتام تابعة لقيادات
داخل الجماعة، للاحتماء بهم كدروع بشرية لمواجهة أى محاولة من جانب القوات المسلحة
أو الشرطة المدنية لفض، اعتصامى ميدان النهضة أو رابعة العدوية بالقوة، بعدما أعلنت الحكومة
عن نيتها فى ذلك، لما أكدت عليه من تشكيلهم خطورة على الأمن القومى المصرى.
وقالت مصادر مطلعة لــ"اليوم السابع"، إن أعداد كبيرة من الأطفال حديثى السن حضروا
إلى إعتصام رابعة العدوية صباح الأربعاء الماضية من مختلف المحافظات، من أجل التضحية بهم
عند بدء إقتحام مقر الاعتصام لإخلائه بالقوة، مؤكدين أن الجماعة تسعى إلى تحقيق أكبر مكاسب
من عملية فض الإعتصام لدى الرأى العام المحلى والعالمى، من خلال التخطيط لإظهار
قتلى من الأطفال والصغار "حديثى السن " بأعداد كبيرة، بعد فض الاعتصام مباشرة،
مما قد يخلق تعاطفا شعبيا معهم، ويساعدهم فى الترويج لفكرة أن القوات المسلحة والشرطة
تقتلان الأطفال دون رحمة من أجل فض اعتصام سلمى، ويسعون فى ذلك الإتجاه من أجل تدويل القضية
وإظهارها على أنها عمليات إبادة جماعية من جانب الجيش تجاه المدنين العزل.
وأشارت المصادر إلى أن وجود عدد كبير من الأطفال والنساء داخل اعتصام رابعة العدوية وميدان النهضة،
يشكل عائقا أساسيا أمام قوات الأمن لاقتحام الميدانين وفض الاعتصام بالقوة، خوفا من سقوط
أعداد كبيرة من القتلى والجرحى خاصة الأطفال والنساء، بما قد يشكل ضغطا شعبيا على الأجهزة الأمنية،
مؤكدين أن جماعة الإخوان المسلمين، ومن حولهم من أنصار للرئيس المعزول، يعرفون جيدا أ
ن اعتصاماتهم ستفض خلال الأيام المقبلة، إلا أنهم يسعون لتحقيق أكبر قدر من المكاسب السياسية الشعبية
على أثر عملية فض الاعتصام، واعتقال عدد كبير من قياداتهم
بتهم متنوعة قد تصل العقوبات فيها إلى الإعدام والسجن المؤبد.
وبينت المصادر أن وسائل الإعلام الأجنبية على اختلاف توجهاتها تدفع الرأى العام العالمى
نحو ضرورة أثناء الحكومة المصرية عن فكرة فض الاعتصام بالقوة بدعوى الخوف من سفك المزيد
من الدماء، وحق التظاهر السلمى لكافة الفصائل فى المجتمع متجاهلين الانتهاكات الأخلاقية
التى تقوم بها الجماعة وأنصارها على مدار الساعة تجاه أى مواطن أعزل بمنطقة رابعة العدوية،
إلى جانب تخريبها للمنشات العامة والخاصة وقطع الطرق،
وبناء دشم وحصون بعد تدمير أرصفة المنشات العامة.
وأكدت المصادر أن القوات المسلحة والشرطة المدنية يعكفان على وضع خطة مشتركة
بتنسيق كامل لفض اعتصام ميدانى رابعة العدوية والنهضة خلال الأيام المقبلة ويدرسان
إمكانية تحقيق ذلك بأقل خسائر ممكنة فى إطار الالتزام بضبط النفس وعدم إطلاق النار،
على أى من أنصار الرئيس المعزول أو أعضاء جماعة الإخوان المسلمين
وقياداتها المطلوب تسليمهم للعدالة.
وأشارت المصادر إلى أن بحلول عيد الفطر المبارك ستكون ميادين مصر خالية من أى اعتصام
غير سلمى يهدد الأمن والسلم العام ويعيق الحياة الطبيعية للمواطنين
ويسعى لتخريب المنشات العامة أو الخاصة.
من ناحية أخرى كشف مصدر أمنى رفيع المستوى لــ"اليوم السابع
" أن عناصر سوادنية تنتمى للإخوان المسلمين" بدأت فى التوجه ناحية ميدان رابعة العدوية
على مدار الأيام الماضية بدعم من التنظيم الدولى لمناصرة إخوانهم والاعتصام معهم
وفق توجيهات من جماعة الإخوان بالسودان التى أعلنت من قبل عبر اتصالات عديدة
مع المرشد العام للإخوان المسلمين محمد بديع.
وحذر المصدر من وجود أى عناصر أجنبية داخل اعتصامات الإخوان المسلمين فى القاهرة
أو المحافظات المختلفة، نظرا لما يشكله ذلك من خطورة على الأمن القومى المصرى،
مبينا أن تواجد أى عنصر أجنبى داخل مصر يخضع للقوانين المصرية، وغير مسموح على الإطلاق،
بمشاركة أى عنصر أجنبى فى اعتصامات أو تظاهرات داخل الأراضى المصرية،
وسيواجه من يقوم بذلك العمل بعقوبات صارمة.
وكان مجلس الوزراء قد أكد قبل يومين أن استمرار الأوضاع فى ميدانى رابعة العدوية ونهضة مصر
وما تبعها من أعمال إرهابية وقطع للطرق لم يعد مقبولاً، نظرا لما تمثله هذه الأوضاع
من تهديد للأمن القومى المصرى وترويع غير مقبول للمواطنين، حيث بدأ مجلس الوزراء
فى اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لمواجهة هذه المخاطر ووضع نهاية لها، مع تكليف وزير الداخلية
باتخاذ كل ما يلزم فى هذا الشأن فى إطار أحكام الدستور والقانون، وذلك استنادا إلى التفويض الشعبى
للتعامل مع الإرهاب والعنف اللذين يهددان بتحلل الدولة وانهيار الوطن.
كانت "اليوم السابع" قد نشرت تقريرا خاصا على مطلع الأسبوع الجارى يؤكد أن قيادات
جماعة الإخوان المسلمين بميدان رابعة العدوية يخططون للهرب خارج البلاد فى اتجاه الحدود السودانية،
قبل القبض عليهم خلال عملية فض الاعتصام المزمع تنفيذها، وذلك بعد اتصالات بين المرشد العام
لجماعة الإخوان المسلمين فى العالم الإسلامى محمد بديع، والشيخ على جاويش القيادى
بتنظيم الإخوان فى السودان، اتفق خلالها معه على توفير الأمن والحماية لقيادات الجماعة،
حتى لا يقعوا تحت طائلة العقاب بمصر فى قضايا قد تصل العقوبة فيها إلى الإعدام.
وعرض جاويش على المرشد بشكل مباشر استعداده للجهاد داخل الأراضى المصرية
من أجل إجهاض الثورة على الجماعة والوقوف فى وجه قوى المعارضة، وإمداد إخوان مصر
بما يحتاجونه من أسلحة ومعدات تمكنهم من حسم عمليات المواجهة، ودعمهم
من خلال الأعداد الكبيرة من السودانيين المقيمين فى مصر وينتمون لإخوان السودان.