08.07.2013
محمد على الهوارى
نحن فى حالة حرب لا تحتمل حيادًا أو ميوعة أو ارتعاشًا مقصودًا أو غير مقصود،
إما أن تتحمل الأمانة أو تتركها، كفاكم إحباط للشعب. هذا البرادعى نكسة الثورة وأصبح نكسة مصر الآن
بعد منصب الرجل الثانى فى الدولة، لأن كلامه محسوب علينا جميعًا!
هذه بعض من النفايات الطافحة من أبواق محطات الصرف الصحى لفلول المخلوع على ضمير الثورة
البرادعى بسبب دعوته لحقن دماء كل المصريين وسعيه لمصالحة شاملة وإرجاء الحلول الأمنية
لاستنفاد كل الفرص لحل سلمى للأزمة يجنّب مصر السقوط فى دوامة العنف والإرهاب،
هذه الحملة المنظمة لاغتيال الرجل ماديًّا ومعنويًّا هى استكمال لما بدؤوه قبل ثورة يناير
من غائط القول والفعل ولولا تاريخ الإخوان الأسود معه، لقالوا عليه إنه من الخلايا النائمة للإخوان،
وأيضًا لم يسلم الرجل من قصائد الذم والهجاء من الإخوان ونعته بكل نقيصة من العمالة لأمريكا
وإسرائيل وتدمير العراق وزعامة الطابور الخامس للمؤامرات الصهيونية الماسونية
التى تسعى لهدم ومحاربة الإسلام ونشر الشذوذ والرذائل بمصر!!
ومن سخرية القدر أن الشىء الوحيد الذى اتفق عليه الفلول والإخوان فقط هو كراهية البرادعى
واعتباره أخطر رجل فى مصر عليهم، فلن يغفروا له مهما طال الزمن أنه كان الملهم لخروج المارد من القمقم
الذى أزال حكم الفلول والإخوان معًا وأدخلهم السجون، وأنه حجر العثرة الوحيد لعودة عقارب الساعة للوراء
ورجوع دولة مبارك على الطريقة الرومانية أو دولة المرشد على الطريقة الإيرانية وإبقاء أمل الثورة
فى عيش وحرية وعدالة اجتماعية، نعم البرادعى خائن فى نظرهم لأنه غرّد خارج السرب
ورفض أن يكون من مصاصى دماء بسطاء غرّر بهم قادة الجماعة وتقديمهم قربانًا على الطريقة التتارية
ليمنحوا الإخوان نهاية كربلائية على جماجم الأطفال تتشح بالحزن ومظلومية زائفة تكون طوق النجاة
لبقاء كيان الجماعة ويحفظ لها مغارة على بابا المليئة بالأموال والاستثمارات،
وأبى أن يسقط جيشنا العظيم فى فخ الإخوان وحلفائهم بالخارج ويلوّثوا سمعة شرف ثوبه الأبيض الناصع
بهولوكوست مزعوم فعلًا البرادعى عميل لقيم ومبادئ إنسانية نبيلة
لا تلقى رواجًا فى بوتيكات البغاء الإعلامى، وخائن لأفكار بهلوانات السياسة الجدد الذين يأكلون
على كل الموائد ويبيعون أنفسهم فى سوق النخاسة السياسة لمن يدفع أكثر وهم أتباع أوفياء
لمن بيدهم السلطة فى أى وقت، جريرة هذ الرجل أنه كشف عورات هذا المجتمع المشوه
وفضح جاهلية نتنة تطل برأسها تغذيها روح الانتقام والإقصاء ستجعل مصر تعيش أيام داحس
والغبراء لمدة أربعين عامًا أخرى من الثأر المقيت وتقسم المجتمع إلى مؤمنين وكفار، يبدو أن الحل الوحيد
لمصر الآن وجود رجل بحكمة مانديلا مثلك يسعى لرأب الصدع بين المصريين وأن هناك طريقًا آخر
غير الدم للتعايش واحترام اختلافنا، لذا أرجوك أن لا تلتفت إلى هؤلاء المرجفين فى المدنية
وأن تصبر كما صبر أولو العزم من زعماء الحرية والحياة، واعلم أن التاريخ قد حفر اسمك بجوار غاندى
ومارتن لوثر كنج وسعد زغلول، سيدى اعرف مدى الألم من وقاحة هؤلاء الموتورين،
ولكن مصر تستحق، يا سيدى أنت كبيرنا الذى علّمنا سحر الثورة والحرية،
وأقول لك «إحنا آسفين يا بوب».