منتديات ماميتو التعليميه
منتديات ماميتو التعليميه
منتديات ماميتو التعليميه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات ماميتو التعليميه

تعليمى اجتماعى ثقافى صور غرائب فنون
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» شرح رائع لـ Bed in Summer) poem )لمدارس اللغات منتديات ماميتو التعليميه
الهجرة إلى الله .. أ د سعد الدين الهلالى Emptyالإثنين ديسمبر 20, 2021 9:18 am من طرف محمد الحمراوي

» من حصريات منتديات ماميتو التعليميه:ملف شامل لقصة Jane Eyre لمدارس اللغات
الهجرة إلى الله .. أ د سعد الدين الهلالى Emptyالأربعاء نوفمبر 25, 2020 8:21 am من طرف محمود عباس حلمي

» ثوابت وأساسيات تسهل فهم واستخراج مواطن الجمال فى اللغة العربيه
الهجرة إلى الله .. أ د سعد الدين الهلالى Emptyالأربعاء سبتمبر 30, 2020 5:38 pm من طرف فرج

» جمبري بصوص الثوم والبقدونس
الهجرة إلى الله .. أ د سعد الدين الهلالى Emptyالثلاثاء مايو 15, 2018 12:23 am من طرف sasaasso

» إحذرى:هناك 6 أخطاء ترتكبها الفتاة تؤدى إلى ظهور التجاعيد
الهجرة إلى الله .. أ د سعد الدين الهلالى Emptyالثلاثاء مايو 15, 2018 12:23 am من طرف sasaasso

» بذور البطيخ تحافظ على البشرة والشعر وتحارب الشيخوخة
الهجرة إلى الله .. أ د سعد الدين الهلالى Emptyالثلاثاء مايو 15, 2018 12:22 am من طرف sasaasso

» مشروبات طبيعية تساعد فى التخلص من الكرش
الهجرة إلى الله .. أ د سعد الدين الهلالى Emptyالثلاثاء مايو 15, 2018 12:22 am من طرف sasaasso

» طريقة عمل الفطير المشلتت
الهجرة إلى الله .. أ د سعد الدين الهلالى Emptyالثلاثاء مايو 15, 2018 12:22 am من طرف sasaasso

» أسئلة وإجابات الأسئله العامه للكتاب المدرسى Science أول اعدادى ترم ثان
الهجرة إلى الله .. أ د سعد الدين الهلالى Emptyالثلاثاء مايو 08, 2018 3:55 pm من طرف omda2001

مواضيع مماثلة

 

 الهجرة إلى الله .. أ د سعد الدين الهلالى

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
شهرزاد
Admin
شهرزاد


عدد المساهمات : 5700
تاريخ التسجيل : 05/03/2013

الهجرة إلى الله .. أ د سعد الدين الهلالى Empty
مُساهمةموضوع: الهجرة إلى الله .. أ د سعد الدين الهلالى   الهجرة إلى الله .. أ د سعد الدين الهلالى Emptyالأربعاء نوفمبر 13, 2013 11:14 pm

الهجرة إلى الله .. أ د سعد الدين الهلالى 749065461 

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]



الهجرة فى اللغة تطلق على المفارقة والانتقال. تقول: هجر الشىء أو الشخص أو المكان، أى تركه وأعرض عنه.
 وتقول: هاجر فلان، أى ترك وطنه. وتقول: تهاجر القوم، أى تقاطعوا. أما الهجرة فى اصطلاح المسلمين
فتطلق على هجرة النبى صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة المنورة فى السنة الثالثة عشرة من البعثة.
 ويطلق على من هاجر مع النبى صلى الله عليه وسلم أو إليه مهاجرى.
والهجرة حق إنسانى فى شئون الحياة لا يتقيد إلا بحقوق إنسانية أخرى، فلكل إنسان الحق فى الهجرة من أجل لقمة العيش،
 أو من أجل البحث عن العلم، أو من أجل اختيار الجوار أو الزوجة، أو غير ذلك من الأغراض الحياتية المشروعة
مع مراعاة تحصيل إذن الدخول والإقامة فى بلد المهجر؛
 لعموم قوله تعالى: «لا تدخلوا بيوتاً غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها
ذلكم خير لكم لعلكم تذكرون» (النور: 27).

ويختلف حكم الهجرة الحياتية باختلاف وضعها، فإن كانت لغرض سيئ أو لمعصية كانت حراماً أو مكروهةً
بحسب درجة السوء، وإن كانت لغرض مشروع كانت واجبة أو مستحبة بحسب درجة المشروعية.
وهذا هو المعنى العام من حديث عمر فى الصحيحين أن النبى صلى الله عليه وسلم قال:
«ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو إلى امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه»،
 أى بحسب غرضه من المشروعية وعدمها.
أما الهجرة إلى الله ورسوله فلا يشتكى صاحبها من ضيق العيش أو سوء الجوار أو نحو ذلك من حوائج الدنيا،
وإنما يشتكى نفوذ أوصياء الدين ومن ينصب نفسه وكيلاً عن الله فى أرضه ويمنع حق الإنسان من اختيار عقيدته
 ودينه ومذهبه بالشكل الذى يريح قلبه وتطمئن إليه نفسه حتى لا يكون لديه عذر فى إجابة سؤال يوم القيامة
 بعد قضاء الله فى الدنيا أنه: «لا إكراه فى الدين» (البقرة: 256).
ابتُعث الرسول صلى الله عليه وسلم فى مكة بعد أن بلغ سن الأربعين برسالة الإسلام التى تدعو إلى التوحيد لله
بدون شريك أو وسيط، وأن العلاقة الدينية الصحيحة هى التى تربط العبد بربه مباشرة،
 كما قال تعالى: «وإذا سألك عبادى عنى فإنى قريب» (البقرة: 186).
 هكذا جاء الجواب من الله تعالى لعباده دون وسيط، فلم يقل كما جاء فى أسئلة أخرى غير متعلقة بذاته سبحانه
بصيغة الوساطة «قل لهم كذا»، مثل قوله تعالى: «ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربى» (الإسراء: 85)؛
 لأن العلاقة بين أى عبد وبين ربه لا تصح إلا باستقلال، ولهذا كان من أركان الإسلام شهادة التوحيد لله
وشهادة أن محمداً رسول الله، وليس وصى الله أو وكيلاً عنه، فإذا كان سيد الخلق
وهو المعصوم رسول ومبلغ عن ربه فكيف بمن دونه؟

وكانت مكة المكرمة رمز التوحيد الخالص من ساعة بناء الكعبة المشرفة ليحج إليها الناس ويجددوا إيمانهم التوحيدى
 منذ إبراهيم عليه السلام، كما يخبرنا القرآن الكريم: «وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل
ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك» (البقرة 127-128).
فلما كثر الحجيج الذين يأتون من كل فج عميق ظهر تجار الدين للتربح المالى من هؤلاء أصحاب العاطفة الدينية،
 فصنع أحد المكيين صنماً وأحاطه بالزينة ليسبغ عليه المهابة وزعم أن التبرك به والتبرع لخادميه
سيشفع إلى الله تعالى لمغفرة الذنوب. وبكل أسف وقع فى شراك هذا الفخ بعض البسطاء من الناس،
 فتكررت التجربة فى أصنام أخرى حتى بلغت ثلاثمائة وستين صنماً حول الكعبة قبل بعثة النبى صلى الله عليه وسلم،
وصار أكثر أهل مكة تجار دين؛ لأنهم أصحاب تلك الأصنام ويتعيشون على التبرعات والنذور التى تأتى من ورائها.

من هنا أدرك أهل مكة خطورة رسالة التوحيد التى ابتُعث بها الرسول صلى الله عليه وسلم
على أرزاقهم ومكاسبهم الخسيسة؛ لأن هذه الرسالة ستقضى على وظيفة أوصياء الدين أو زاعمى الوكالة
 عن الله فى الأرض، فأجمعوا أمرهم على إثنائه عن مهمته، وعرضوا عليه تنصيبه زعيماً فى العرب
إن كان يشتهى الزعامة، وجمع أموال له ليكون من الأغنياء إن كان يرغب فى الغنى، وقدموا له مقترحاتهم
هذه على يد عمه أبى طالب الذى كان الرسول صلى الله عليه وسلم يرعى خاطره ويجلّ منزلته ويثمّن صنيعه،
حيث آواه صغيراً وينصره كبيراً. فما كان من الرسول صلى الله عليه وسلم إلا أن أجابه بقوله المشهور:
«والله يا عم لو وضعوا الشمس فى يمينى والقمر فى يسارى على أن أترك هذا الأمر ما تركته أو أهلك دونه».
لم تكن هذه الإجابة معاندة من الرسول صلى الله عليه وسلم وإنما كانت بياناً لواقع مسئولية النبوة وتكليف الرسالة
 التى هى إرادة الله تعالى لإنقاذ الإنسان من وصاية أخيه، فكل البشر فى الدنيا عند الله سواء فى التكريم.
وعندما تيقن تجار الدين فى مكة أن عرشهم سيزول لا محالة بإصرار الرسول صلى الله عليه وسلم
على الاستمرار فى رسالته بالتوحيد وكشف أكذوبة الوصاية الدينية قرروا الخلاص منه، أو إخراجه من بلدتهم.
 وتحقق لهم أهون الشرين مؤقتاً عندما اجتمعوا على قرار واحد مع اختلاف أصنامهم وآلهتهم،
 فقال سبحانه: «وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين» (الأنفال: 30).
 اختار النبى صلى الله عليه وسلم الهجرة إلى الله ليبقى علاقته الدينية خالصة التوحيد ولو كانت الكلفة العيش فى الغربة،
 وترك خيار الشرك الذى يلغى عقل صاحبه ويجعله أسيراً لأوصياء الدين ولو كانت الكلفة ترك الوطن الغالى،
وخاطبه بقوله المشهور: «والله إنك -أى يا مكة - لأحب بلاد الله إلى الله وأحبها إلى قلبى،
ولولا أن أهلك أخرجونى منك ما خرجت». وللحديث بقية.

الهجرة إلى الله .. أ د سعد الدين الهلالى 1013972976 
 
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
شهرزاد
Admin
شهرزاد


عدد المساهمات : 5700
تاريخ التسجيل : 05/03/2013

الهجرة إلى الله .. أ د سعد الدين الهلالى Empty
مُساهمةموضوع: رد: الهجرة إلى الله .. أ د سعد الدين الهلالى   الهجرة إلى الله .. أ د سعد الدين الهلالى Emptyالأربعاء نوفمبر 13, 2013 11:20 pm

 
قد ينجح أهل الشر فى جولة ولكن العاقبة مكتوبة للمتقين؛ لأنهم أصحاب رسالة ممدودة الأمل إلى يوم القيامة،
 فكان من الطبيعى أن يكون تخطيطهم للمستقبل عابراً للعثرات المحتملة. أما أهل الشر من المجرمين
 فهدفهم قاصر يعتمد على النظر قصير المدى لتعجلهم الثمرة التى تساير أقصى طموحهم فى عاجلة الدنيا،
ومع ذلك فإن الله (تعالى) لم يكن ليمنع نجاح من أخذ بالأسباب فى الجملة إلا إعجازاً لإثبات آياته إن شاء،
فعندما اجتمع أمر مشركى مكة على رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وأخذوا بالأسباب لنصرة تجارتهم الدينية
 وآلهتهم الشركية، تحقق لهم أهون الشرين بخروج الرسول (صلى الله عليه وسلم) من بلدته التى ولد فيها
 ويراها أحب بلاد الله إلى الله، وأن خروجه منها كان قسراً ولم يكن اختياراً،
 كما قال سبحانه: «وَإذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللهُ وَاللهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ» [الأنفال: 30].

 وبهذا تكون الهجرة مخرجاً مشروعاً من مواجهة غير متكافئة، وإن عدها البعض فراراً من قضاء
 إلا أنه قد فاته أنها أيضاً قضاء، فهى فرار من قضاء بقضاء مثله، فكان صاحبها مشمولاً برعاية الله وفضله
كما قال تعالى: «وَمَنْ يُهَاجِرْ فِى سَبِيلِ اللهِ يَجِدْ فِى الْأَرْضِ مُرَاغَماً كَثِيراً وَسَعَةً» [النساء: 100].
ولعل هذا هو السبب فى اتجاه المذهب المالكى إلى بقاء حكم وجوب الهجرة من بلد ذيوع الكفر
 إلى بلد تمكَّن الإيمان من أهله، واستدلوا على ذلك بما أخرجه أحمد وأبوداود بإسناد صحيح عن معاوية بن أبى سفيان
أن النبى (صلى الله عليه وسلم) قال: «لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة، ولا تنقطع التوبة حتى تطلع الشمس من مغربها»،
 وما أخرجه أبوداود والترمذى بإسناد صحيح عن جرير بن عبدالله البجلى أن النبى (صلى الله عليه وسلم) قال:
 «أنا برىء من كل مسلم يقيم بين ظَهْرَانَىِ المشركين».

وذهب جمهور الفقهاء من الحنفية والشافعية والحنابلة فى الجملة إلى أن حكم وجوب الهجرة
قد نُسخ بعد هجرة النبى (صلى الله عليه وسلم) إلى المدينة المنورة؛ لما أخرجه الشيخان عن ابن عباس
أن النبى (صلى الله عليه وسلم) قال: «لا هجرة بعد الفتح، ولكن جهاد ونية»،
ولما أخرجه البخارى عن عائشة أنها سئلت عن الهجرة، فقالت: لا هجرة اليوم، كان المؤمنون يفر أحدهم بدينه
إلى الله ورسوله مخافة أن يفتن عليه، فأما اليوم فقد أظهر الله الإسلام، واليوم يعبد ربه حيث شاء،
ولكن جهاد ونية. ويرى الشافعية فى الأصح أن المسلم إن كان قادراً على إظهار دينه فى دار الحرب
حَرُمَ عليه الهجرة منها؛ لأن كل محل قدر أهله على الامتناع من الأعداء الحربيين صار دار إسلام،
واعتزاله منها يقوى شوكة الأعداء.

وقد كتب الله لرسوله (صلى الله عليه وسلم) النجاة فى الهجرة؛ لأنه أخذ بأسبابها، فلم تكن إعجازاً مطلقاً
 وإنما كانت عملاً مرتباً محسوباً فى أكثره، حتى يعلمنا حسن التدبير والتخطيط؛ لعموم قوله تعالى
عن ذى القرنين: «إِنَّا مَكَّـنَّا لَهُ فِى الأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَىْءٍ سَبَبًا * فَأَتْبَعَ سَبَبًا» [الكهف: 84-85]،
 وما أخرجه الترمذى بإسناد حسن عن أنس بن مالك أن رجلاً قال: يا رسول الله، أعقلها وأتوكل أو أطلقها وأتوكل؟
 فقال (صلى الله عليه وسلم): «اعقلها وتوكل».
ويمكن تلخيص بعض أهم الترتيبات البشرية لإتمام عملية الهجرة بنجاح فيما يأتى:
الهجرة إلى الله .. أ د سعد الدين الهلالى 1013972976 

(1) تأهيل أهل المدينة لاستقبال المهاجرين، وكانت تسمى يثرب فسماها النبى (صلى الله عليه وسلم)
بعد هجرته إليها بـ«المدينة»، ووصفها المسلمون بـ«المنورة» إكراماً للنبى (صلى الله عليه وسلم) فيها.
 وقد كان النبى (صلى الله عليه وسلم) يلتقى الحجاج الذين توارثوا زيارة بيت الله الحرام
 منذ أذان إبراهيم (عليه السلام) بالحج، فيعرض عليهم الإسلام بالتوحيد، وكان من هؤلاء وفد يثرب
 الستة الذين التقاهم النبى (صلى الله عليه وسلم) فى أول مرة وبايعوه على الإسلام فيما يعرف بـ«بيعة العقبة الأولى»،
 ووعدوه بتأهيل قومهم لاستقباله. وفى العام الثانى التقى باثنى عشر رجلاً من أهل يثرب
 فيما يعرف بـ«بيعة العقبة الثانية»، وكان منهم خمسة ممن حضروا بيعة العقبة الأولى،
 وأكدوا وعدهم بتأهيل قومهم لاستقبال النبى (صلى الله عليه وسلم). وفى العام الثالث كثر العدد فصار سبعين
فيما يعرف بـ«بيعة العقبة الثالثة»، وبشروا النبى (صلى الله عليه وسلم) بأن قومهم صاروا فى شَغَف لاستقباله،
 فتأهل للهجرة بعد أن تأهل الأنصار لاستقباله (صلى الله عليه وسلم).


(2) اختيار الصاحب فى السفر، فبعد أن عزم الأمر على الهجرة بإذن ربه اتجه إلى بيت أبى بكر
 ليعرض عليه الصحبة، ففرح وطلب من النبى (صلى الله عليه وسلم) أن يأخذ منه إحدى راحلتيه
ويركب أبوبكر الأخرى حتى لا يركب الرسول (صلى الله عليه وسلم) راحلته التى يعرفها المشركون،
فقال (صلى الله عليه وسلم): «بالثمن»؛ حتى لا يستغل الصاحب عاطفة صاحبه، وتبقى صورة الصداقة مصونة
لتجاذب أطراف الحديث كما يخبرنا القرآن عن بعضها فى قوله سبحانه:
 «إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنَا» [التوبة: 40].


(3) اختيار الدليل الذى يقودهم فى طريق جديد غير معروف إلى المدينة المنورة؛ حتى لا يتتبعه الأعداء
من المشركين فى الطرق المعروفة. وكان هذا الدليل هو عبدالله بن أُرَيْقِط الليثى، المعروف بمهارته الفائقة
 حتى وصف بـ«الخِرِّيت»، أى البالغ فى المهارة. وهى رسالة لكل صاحب حاجة أن يستعين بعد الله (تعالى)
بأهل الخبرة والثقة، كما قال تعالى: «فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيراً» [الفرقان: 59]، ولم يكن هذا الرجل الدليل مسلماً
 بل كان على دين قومه من قريش، فى رسالة لكل مسلم أن يتجنب العصبية ولو باسم الإسلام،
وإنما يتعاون المسلم مع أى مؤتمن ولو كان على غير دينه، فقد أخرج الشيخان عن أبى هريرة أن النبى (صلى الله عليه وسلم)
قال: «الناس معادن، خيارهم فى الجاهلية خيارهم فى الإسلام إذا فقهوا».


(4) ستر خطة الهجرة إلا على الأطراف الضرورية؛ فلم يعلم بساعة الهجرة إلا من له دور فيها،
 ومن هؤلاء على بن أبى طالب، الذى كلفه الرسول (صلى الله عليه وسلم) بالمبيت فى فراشه، ليبقى البيت
 عامراً فلا يتعجل المشركون أمرهم فى ساعة صفرهم التى اجتمعوا عليها فى دار الندوة لقتل النبى (صلى الله عليه وسلم)
 على يد عشرين شاباً من قبائل العرب، لتتفرق دماؤه بينهم فيسقط حق القصاص ولا تكون إلا الدية.
وأراد الرسول (صلى الله عليه وسلم) أن يلقنهم درساً أخلاقياً بتكليف على بن أبى طالب فى رد أماناتهم
التى كانوا يأتمنون النبى (صلى الله عليه وسلم) بصفته الملقب عندهم بـ«الصادق الأمين»،
حتى يرجعوا إلى رشدهم فيما بعد، فهم يكيدون لقتله وهو يحرص على إعطائهم أماناتهم!
ومن المحظوظين بمعرفة ساعة الهجرة عبدالله بن أريقط، الذى عُرف بأمانته فى العقود وخبرته فى الطرق،
 وقد سلمه النبى (صلى الله عليه وسلم) راحلتين ليصطحبهما معه عندما يأتى بعد ثلاثة أيام إلى غار ثَوْر
ليركبهما النبى (صلى الله عليه وسلم) وصاحبه فى دلالة ابن أريقط. وإنما كان التواعد بعد ثلاثة أيام
حتى يفقد المشركون الأمل فى البحث عنه (صلى الله عليه وسلم)، فيتحقق الأمان فى السير بعد ذلك.

كما كانت السيدة عائشة وأختها أسماء بنت أبى بكر (رضى الله عنهم) ممن حظى بثقة النبى (صلى الله عليه وسلم)
 فى معرفة ساعة الهجرة ومكان انطلاقها؛ أما السيدة عائشة فبصفتها الزوجة، وأما السيدة أسماء
 فلتكليفها بتجهيز الطعام والشراب؛ يقول ابن القيم فى «زاد المعاد»: «كما قالت عائشة:
وجهزناهما (تقصد الرسول وأبا بكر) أحثَّ الجهاز، ووضعنا لهما سفرة فى جراب، فقطعت أسماء قطعة
 من نطاقها فأَوْكَت به الجراب، وقطعت الأخرى فصيرتها عصاماً لفم القربة، فلذلك لقبت بـ(ذات النطاقين)».
وقد كان الله (عز وجل) قادراً على أن يكلأ نبيه (صلى الله عليه وسلم) فى الهجرة بما يكون إعجازاً
من كل الأوجه كما فعل فى الإسراء والمعراج، ولكنه درس السماء إلى الإنسان الذى قدر الله (عز وجل)
 له أن يعينه إن اتخذ الأسباب، وأن يَكِلَه إلى نفسه إن تواكل وأهمل الأسباب.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الهجرة إلى الله .. أ د سعد الدين الهلالى
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» توحش المجتمع لاشتغال علماء الدين بالسياسة .. د / سعد الدين الهلالى
» وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة .. تحليل أ.د سعد الدين الهلالى
» فقه الدنيا وأحكام الآخرة (1) د . سعد الدين الهلالى

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات ماميتو التعليميه :: المنتدى الإسلامى :: فكر إسلامــى عام-
انتقل الى: